الوقت

بسم الله الرحمن الرحيم


الوقت

الوقت في حياتنا و اهمية تنظيمه ،، و ماذا عن الوقت في القران؟ ،، وهو الأهم لو كنا نعلم!!

يلعب لوقت في حياتنا الكثير الكثير وهذا ما يمكن استنتاجه من الصور المرافقة غي ادناه "










،،، ولكن ،،،  ماذا عن الوقت في القرآن الكريم؟؟

الوقت في "الكتاب" ، وكيف يحدثا عن الوقت،،،،  ومن ذلك:

1 ـ كثرة قسم الله تعالى بالوقت في مواضع متعددة، والعظيم سبحانه لا يقسم إلا بعظيم، {وَالْعَصْرِ (1( إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}[العصر: 1، 2] ، وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}[الليل: 1، 2] ، وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} [المدثر: 33، 34] ، وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)} [التكوير: 17، 18] ، وقوله: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر: 1، 2] ، وقوله: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}[الضحى: 1، 2] ، وقوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16( وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17)} [الانشقاق: 16، 17].

فكأن الدهر والزمان من جملة أصول النعم ، فلذلك أقسم به ونبه على أن الليل والنهار فرصة يضيعها المكلف، وإليه الإشارة بقوله: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62 ].

2 ـ ارتباط العبادات جميعها بمواعيد ومواقيت محددة من قبل العزيز الحميد، مما يرفع من أهمية الوقت في حياة المسلم، وعلى رأس تلك العبادات الصلوات الخمس، التي قال الله فيهن: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103] ، كذلك الزكاة في وقت محدد، والصيام في وقت محدد قال الله تعالى:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185 ] ، والحج في وقت محدد كما قال الله عنه: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197] وكذلك الأذكار والنوافل التي يتعبد بها المسلمُ إلى ربّه في كل صباح ومساء، بل في كل حين وعلى كل حال ، تحقيقاً لقول الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 17، 18] ، وقوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41، 42] وغيرها كثير.

3 ـ ومن الأساليب الحافزة للهمة في اغتنام الوقت: الإشادة بحُفاظ الوقت، الذين عمروه بما ينبغي أن يكون، تأمل هذه الآية:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران 190، 191].

 4 ـ ومن أساليب القرآن في التنويه بشأن الوقت: أن الله تعالى بيّن أن هذه الحياة ليست لقضاء الوقت بشيء غير نافع فقال تعالى : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115] فعمر الإنسان هو موسم الزرع في هذه الدنيا وحصاد ما زرع يكون في الآخرة فلا يحسن للمسلم أن يضيع أوقاته وينفق رأس ماله في ما لا فائدة به ومن جهل قيمة الوقت الآن فسيأتي عليه حين يعرف فيه قدره ونفاسته وقيمة العمل فيه ولكن بعد فوات الأوان.

5 ـ ومن الأساليب العجيبة في حديث القرآن عن الوقت، حديثه عن الذين تندموا على ضياع وقتهم في غير مرضاة الله، اقرأ، وتدبر ـ يا عبدالله ـ كيف ذكر القرآن موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث لا ينفع الندم:

الأول: ساعة الاحتضار: حيث يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الآخرة ويتمنى لو منح مهلة من الزمن وأخر إلى أجل قريب ليصلح ما أفسده ويتدارك ما فات؛ قال تعالى :{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [المؤمنون 99-100].

الثاني في الآخرة: حيث توفى كل نفس ما عملت وتجزى بما كسبت ويدخل أهل الجنة ، الجنة وأهل النار ، النار وهناك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى إلى حياة التكليف ليبدؤوا من جديد عمل صالحاً قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ(36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}[فاطر 36-37] وما هذه الحياة التي عاشوها يا ترى؟

استمع: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ}[المؤمنون: 112، 113] بل هي أقل ـ بالنسبة لعمر الدنيا الطويل مع الآخرة ـ : {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)}[الروم: 55].

________________
** للدكتور عمر المقبل

تعليقات