الشهادة في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم الشهادة الشهادة (في الإسلام) هي الشهادتان وهما الشهادة بأن "لا إله إلا الله" والشهادة بأن "محمدا رسول الله". وبحسب الشريعة الإسلامية فإن الشخص غير المسلم (أي ليس المولود لأب مسلم) يدخل الإسلام بمجرد شهادته بهذا القول أي قوله "لا إله إلا الله" و "محمد رسول الله" وعلى شرط أن يكون موقنا بمعناها. والشهادتان هما أول أركان الإسلام وبوابة الإيمان ، فمن اعتقد الإيمان بقلبه ولم ينطق بهما فهو ليس بمؤمن ، ولذلك ينطقها المسلم في الصلاة مع كل تشهد وهو ساجد لله .. ولا يدخل أحد في دين الله ولا يصير مسلما ومؤمنا إلا بالشهادتين. قال تعالى في محكم كتابه الكريم في سورة الحجرات: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحجرات15 وروى البخاري ومسلم من حديث ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)). وقال ابن تيمية: من لم يصدق بلسانه مع القدرة ، لا يسمى في لغة القوم مؤمنا ، كما اتفق على ذلك سلف الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان . {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }الحشر22 ومعنى الشهادتين الذي يقصده الإسلام من هذه الجملة هو : الإقرار بأنه لا إله يستحق أن يعبد سوى الله ، الذي هو الخالق أي أنَّه لا معبود إلا الله. وأنَّ محمداً هو الرسول الذي أرسله الله إلى البشر لينشر بينهم الإسلام ويتبعوا رسالته. وتعد الشهادتان أول أركان الإسلام ولا يتم الإسلام لله الا بهما. حيث تتضمن الشهادتان إجمالاً شيئين أساسيين يقوم عليهما دين الإسلام ، ألا وهما الإخلاص والاتباع. الإخلاص لله في العقائد والعبادات والأعمال ، واتباع سنة رسوله. ومن مقتضيات شهادة أن محمداً رسول الله ووجبت طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يُعبد الله إلا بما شرع. ولا تقبل الشهادتان ممن أتى بهما إلا إذا حقق: • العلم بمعناها نفياً وإثباتاً. • استيقان قلبه بهما. • الانقياد لها ظاهراً وباطناً. • القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها. • الإخلاص فيها. • الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط. • المحبة ، قال الله عز وجل في سورة البقرة : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }البقرة165 و الكفر بما يعبد من دون الله ( أي الكفر بالطاغوت ) . {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256 {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ }الزمر17 وفي حديث نبوي قال صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز جل " رواه مسلم . ولذلك علينا تذكير من حضره الموت وما يزال في دار التكليف (وقبل خروج الروح والسر اللاهي) النطق بالشهادتين ، وأما تلقينه بعد الموت كما جرت العادة ، فلا فائدة منه وهي بدعة لم تَرِد في السُّنَّة. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا وَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ".
مهند الشيخلي muhannad alsheikhly