أتحدوا ولا تفرقوا

بسم الله الرحمن الرحيم



 أتحدوا ولا تفرقوا

 Image 

 

ففي الإتحاد قوة وتلك هي ميزه وهي تعني الإتفاق ، فلو أتفق شخصين أو عدد من الأشخاص وهذا يعني القوة والعزة وحفظ الكرامة.
قال تعالى في محكم كتابه الشريف:
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }الأنعام159
{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم32
شيعا: أي فرقا وأحزابا.
وبوَّب الإمام البخاري رحمه الله في "صحيحه" باباً بعنوان: " باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعةٌ؟". 
كما أسند حديثاً عن حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَقُولُ : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟
قَالَ: "نَعَمْ"  
قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟
قَالَ: "نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ"
قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟
قَالَ: "قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ"
قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟
قَالَ: "نَعَمْ ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا"
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْهُمْ لَنَا،
قَالَ: "هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا"
قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟  
قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ"
قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟
قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ"(1).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (قال -أي الإمام الطبري-: وفي الحديث إنه متى لم يكن للناس إمام ، فافترق الناس أحزاباً ، فلا يتبع أحداً في الفرقة ، ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية الوقوع في الشر)(2)
وَروى الحديث التالي جماعة من الصحابة حتى بلغ درجة التواتر ، نذكر رواية عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الجَنَّة وَسَبْعِينَ فِي النَّارِ وافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعِينَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فى الجنة وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ"
 قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟
قَالَ: "الجَمَاعَةُ"(3) وفي رواية: "مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي".
الجماعة: ذكر الإمام الشاطبي في كتابه العظيم: "الاعتصام" معنى الجماعة في خمسة أقوال:
أحدها: أنها السواد الأعظم ،
الثاني: أنها جماعة أئمة العلماء المجتهدين.
الثالث: أن الجماعة هي الصحابة رضي الله عنهم على الخصوص ،
الرابع: أن الجماعة هي جماعة أهل الإسلام ،
الخامس: ما اختاره الطبري الإمام من أن الجماعة جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير فأمر عليه الصلاة و السلام بلزومه ونهى عن فراق الأمة فيما اجتمعوا عليه.
الهوامش والتخريج
 (1) (أخرجه البخاري في كتاب الفتن من "صحيحه" برقم 7084)
(2) "فتح الباري" (13/47)
(3) أخرجه ابن ماجه (2/1322 ، رقم 3992)  وأخرجه الطبرانى (18/70 ، رقم 129) .
وأخرجه أيضاً : الطبرانى فى مسند الشاميين (2/100 ، رقم 988) ، وابن أبى عاصم فى السنة (1/32 ، رقم 63) ، واللالكائى فى اعتقاد أهل السنة (1/101 ، رقم 149). وصححه الألباني في صحيح الروض النضير، الظلال ( 63 ) ، والسلسلة الصحيحة ( 1492 ).

ولكن مع الأسف  كل كيان يرى في نفسه/أنفسهم انه/انهم مميز/مميزين عن الجميع وان لا أحد يشاركه/يشاركهم تلك الميزه فهو لا يستحق شرف الأتحاد او حتى لا يستحق ان يكون مع تلك المجموعة!!!
وهذا ما يعني بالحزبية والتحزب ، وهي الخراب و الدمار والضلال فالنتيجة طبعا معروفة.
وعلينا أن نتحول من هذه الحالة المزرية إلى الإتحاد ليكون للعرب و المسلمين عمومآ وضعهم المرموق بين الأمم صورتنا المشرفه ويكون لنا كيان قوي لا يجرؤ أي شخص أو مجموعة بالمساس بنا.
وأن لم نستيقظ مما نحن فيه من فرقة و تحزب وتشرذم سيكون هو الهلاك لنا بعينه.
لذا يجب علينا الإتحاد وليس التحزب فأن التحزب ضار بكل المقاييس وتحت كل الأعتبارات ، بعكس الإتحاد  حيث يكون كل فرد منا متقبلآ للآخر و متفهمآ له ولايعمل  كمنافسآ ومناكدآ للآخر ، أي بحيث كل منا يكون مكملآ للآخر ويعمل خادمآ لكل المجموعة المكونة للمجتمع الواحد  أي (الأمة والشعب الواحد) والنتيجة سيكون إتحادنا إتحادآ قويأ لا يقهر.

مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly

تعليقات