معالجة مرض السكري بالعمليات الجراحية

بسم الله الرحمن الرحيم

معالجة مرض السكري بالعمليات الجراحية

هل أجراء عملية جراحية لمرضى السكري يكون أفضل من العلاجات القياسية؟

بينت دراستان أن العمليات الجراحية لفقدان الوزن هي أفضل بكثير من العلاجات القياسية لمرض السكري من النوع 2 وللناس الذين يعانون من السمنة المفرطة وزيادة في الوزن والسكر واللذين يكونان خارج نطاق السيطرة.

أولئك الذين خضعوا للعمليات الجراحية لتدبيس المعدة و تحويل مسار الأمعاء الدقيقة ، كانت ناجحة بكثير لمرضى السكري وكانوا أقل حاجة إلى الدواء ، من الناس الذين طبقوا نظام نموذجي في النظام الغذائي أو دوائي أو ممارسة الرياضة ، كما ساعدت العمليات الجراحية العديد من المرضى في خفض ضغط الدم و الكوليسترول.

في الدراسات الجديدة التي نشرت مؤخرآ في مجلة
New England Journal of Medicine ، فهي أول من قارن بدقة العلاج الطبي مع العمايات الخاصة في المعدة و الأمعاء كطريقة للسيطرة على مرض السكري.

حيث كان الأطباء قد لاحظوا منذ سنوات فقدان الوزن من هذه العمليات ، والتي تسمى أيضا بالجراحة لعلاج البدانة ، والنتائج التي يمكن أن تحصل في بعض الأحيان للتخلص من مرض السكري من النوع 2 ، ولكن لم تكن لديهم البيانات الثابته.

يقول الخبراء ان هناك حاجة ماسة إلى علاجات أفضل لمرض "السكري من النوع 2 والذي هو واحد من أسرع الأوبئة انتشارآ في التاريخ البشري" وذلك وفقا لمقال أفتتاحي نشر عن الدراستين.

والسؤال هو ما إذا عن هذه العمليات الجراحية الكبرى وعن مخاطرها ومضاعفاتها ، وهل ينبغي لها أن تكون أكثر ما يستخدم وعلى نطاق واسع؟

يدفع بعض الجراحين وخبراء معالجة السمنة لإنشاء دور خاصة للجراحة لعلاج مرضى السكري وليس فقط السمنة ، في حين هناك خبراء آخرين يقولون إن هذا الأمر بحاجة إلى مزيد من البحث.

قال الدّكتور فيفيان فونسيكا Dr. Vivian Fonseca رئيس The medicine and science for the American Diabetes Association ، "أن الدراستين التي أجريتا ليستا كافيتين لتغير أصول اللعبة لأنهما ما زالتا صغيرتين نسبياً ، حيث يرتبط هذا المرض والذي يسبب في أرتفاع نسبة السكر في الدم والسمنة والتي غالبا ما يصبح من الصعب إدارة كل منهما كلما تقدما حيث يمكنهما أن يجلبا مضاعفات مدمرة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والعمى وبتر الأطراف والفشل الكلوي".

في الولايات المتحدة تضاعفت حالات مرض السكري ثلاث مرات في السنوات الـ 30 الماضية حيث بلغت أكثر من 20 مليون حالة ، وذلك وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ، وأن معظم الحالات المرضية كانت من النوع 2 ولا ترتبط بالنوع 1، والذي هو أقل شيوعا بكثير وهو لا يرتبط بالسمنة.

قال باحثون ان العمليات التي استخدمت في دراسات تساعد في السيطرة على السكري ليس فقط لأنها تجعل الناس يفقدون الوزن - وهو علاج معروف لهذا المرض - بل بسبب التغيرات التي طرأت على علم التشريح الذي يغير من مستويات هرمونات القناة الهضمية التي تؤثر على أستقلاب السكريات والدهون.

الدراسة الأولى التي أجريت في الجامعة الكاثوليكية في روما ، قارنت بين النوعين من المعالجة بالجراحة مع المعالجة عن طريق العلاج الطبي المعتاد ، حيث تبين بعد عامين بأنه كان لدى الجماعات التي أعتمدت الجراحة معدلات الشفاء الكامل تتراوح بين 75 % و 95 % ، ولم يكن هناك إنخفاض في المرضى الذين تلقوا العلاج الطبي.

الدراسة الثانية التي أجريت في كليفلاند كلينيك ، والتي قارنت كذلك بين النوعين من المعالجة (الجراحة مع النظام الطبي المكثف) ، و كانت معدلات الشفاء بعد مرور سنة واحدة أقل من تلك التي تم الوصول لها (بالجراحة) في الدراسة الايطالية ، حيث كانت تتراوح بين 42 % و 37 % وقد يرجع ذلك إلى أن الدراسة الأمريكية كانت أكثر صرامة في تعريفها (لنسبة الخفض) ، بينما المعالجة الطبية المكثفة أدت إلى نسبة خفض بلغت 12 % من المرضى.

كلا الدراستين تَضمّنتْ الاب باند Lap Band ، و implanted loop وحزم من حجم المعدة أو التي لا تنطوي على قطع المعدة أو الأمعاء ، وتوقعت الدراسات بأن النتائج الجديدة سيكون لها تأثير كبير على علاج مرض السكري ، ومن المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة وكذلك يعانون من مرض السكري من النوع 2 ، مع الأشارة أيضا إلى أن الدراسات كانت صغيرة وقصيرة نسبيا فهي لم تتجاوز سنتين ، فأنه ليس من الواضح ما إذا كانت العمليات الجراحية من شأنها أن تساعد مرضى السكري الذين لا يعانون من السمنة المفرطة.

من الجدير بالذكر أن بعض المرضى قد لقوا حتفهم فأن معدل الوفيات مع هذا النوع من الجراحات هو أقل من 1 % ، على الرغم بأنه لم تكن هناك أي حالة وفاة في الدراستين ، ولكن كانت هناك تعقيدات ، وبما في ذلك العدوى ، ونقص التغذية ، وهشاشة عظام ومشاكل جراحية.


ووفقا للجمعية الاميركية
the American Society for Metabolic and Bariatric Surgery ، فأنه يتم تنفيذ حوالي 200،000 عملية لعلاج البدانة كل عام في الولايات المتحدة ، وتبلغ تكلفة العملية الواحدة من 11,500 دولار إلى 26,000 دولار وأن هناك بعض من شركات التأمين تغطي مثل هذه التكلفة ، وقد يفقد المرضى 100 باوند (حوالي 50 كغم) من وزنهم أو أكثر بعد الجراحة مع أن معظمهم يكسب بعض الوزن مرة أخرى ، والبعض منهم تراجعوا القهقرى لأوزانهم القديمة.

كمؤشر توجيهي يقدمه الـ National Institutes of Health أن العمليات الجراحية ينصح بها للأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم عالي B.M.I. و أكثر من 40 ، أو ما يزيد على 35 ، وكذلك إذا كان الشخص يعاني من مرض السكري أو أمراض أخرى تتعلق بالسمنة.

وكذلك أيضآ تقول جمعية السكري الاميركية American Diabetes Association بأن الناس من مرضى السكري من النوع 2 ولديهم مؤشر كتلة الجسم يزيد عن 35 ووزن زائد ينبغي لهم النظر في موضوع العملية الجراحية أي [الأشخاص ذوي طول 5 أقدام و 6 بوصات مع كتلة جسم 35 ووزن 215 باوند (حوالي 107 كغم) وذوي كتلة جسم 40 ووزن 245 باوند (حوالي 122 كغم)].


لقد شملت الدراسة التي أجريت في روما على 60 مريضا وأعمارهم (من 30 الى 60 سنه) ، مع مؤشر كتلة الجسم (من 35 أو أكثر) ، حيث أنتخبوا عشوائيا لتلقي العلاج الطبي المكثف أو أجراء أحدى العمليتين الجراحيتين ،

الأولى هي بعمل طريق معوي جانبي ، يُقلّصُ المعدةَ إلى كيس صغير وتُرتّبُ المنطقةَ الهضميةَ أولآ لكي يَدْخلُ الغذاء المعي الدقيقَ في نقطة تالية مِنْ المنطفة العاديةِ ، والثانية عرفت بعملية إنحراف biliopancreatic diversion يُقلّصُ المعدةَ أيضاً و يُعدّلُ المعي الدقيقَ عَلى نَحوٍ أكثر تطرفاً ، وكانت نسبة الشفاء عند ذوي عملية الطريق المعوي الجانبي 75% ونسبة الشفاء ذوي عملية الحرف 95% ولكنهم عانوا المزيد في مشاكل التغذية وهي عادة تجرى للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وحتى ذلك الحين لم يتم تنفيذ الكثير منها في الولايات المتحدة.

وشملت الدراسة التي أجريت في كليفلاند كلينيك على 150 مريضا تبلغ أعمارهم ما بين 20 إلى 60 سنة ، مع مؤشر كتلة الجسم يبلغ ( 27-43 ) ، المرضى خضعوا لمعالجةُ طبيةُ مركّزةُ عن طريق معوي جانبي أَو إستئصال كُمِّ المَعِدة ، والذي يَقْطع جزءَ من المعدةِ بحجمِ كرة ، وهي عملية أسهل وأكثر أماناً مِنْ عملية الطريق المعوي الجانبي ، وتَزدادُ شعبيته ، وكان للمرضى المعالجين عن طريق المعوي الجانبي نسبة تخفيض أكثر من 42% مِنْ أولئك الذين عولجوا بالإستئصال جزء من المَعِدة 37% ، حيث قال الدّكتور فيليب شاير الذي قادَ الدراسةَ وأدّى العملياتَ، أن نِسَبَ الشفاء كَانتْ أوطأ مِنْ المتوقّعةِ و السبب المحتمل لذلك أن المرضى كانوا ممن تَقدّم عندهم مرض السكّرَي كثيراً.

مهند الشيخلي ... muhannad alsheikhly

تعليقات