السيارة رمسيس

[رمسيس2.jpg]



الوصول لإكتفاء مصري ذاتي من الابره للصاروخ كان حلم مصر في الستينات انطلاقا من الخطب الحماسية التي كان يلقيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتحفيز الشعب علي مشاركته روح المستقبل من خلال التطوير بكل اشكاله , إلي صورة حماس الشعب نفسه وتطلعهم لمستقبل مشرق من خلال حركات التنمية وكثرة الانتاج المحلي الذي يحققون به الإكتفاء الذاتي وفرحته بعد التحول المذهل الذي أحل بهم وخصوصاً في الحراك الاقتصادي والصناعي الذي اعطاهم المجال الاوسع لإقتناء بعض السلع الاساسية داخل بيوتهم بعد ان كانوا محرومون من وجودها فنري بيوت المصريين متوسطي الدخل وقد ملئتها الاجهزة الكهربائية التي انتجتها مصانع الانتاج الحربي في الستينيات كلها مصرية الصنع , فبعد توفير الحكومة لمستلزمات المنزل البسيطة من ثلاجة وغسالة الخ , حاولت من جديد دخول سوق انتاج الصناعت الثقيلة أملاً أن يأتي يوم ونحصد مكانه عالمية وسط السوق العالمي , فبدأت بإنتاج أول سيارة مصرية الصنع وهي السيارة التي اطلق عليها اسم رمسيس عام 1961 وتم توفيرها للمواطن المصري ذلك الوقت مقابل مبلغ 200 جنيه , فكان سعها لا يقارن بأسعار السيارات العالمية التي كانت تزيد عليها اكثر من ثلاثة اضعاف علي الرغم من بساطة الانتاج اليومي للسيارات المصرية الذي لا يتعدي انتاج ثمان سيارات يومياً مقارنة بالانتاج العالمي الذي يزيد علي انتاج الف سيارة يومياً , حظي الانتاج المصري بإقبال البعض عليه ليس لجودة المنتج الذي ما يزال في بداياته ولكن كنوع من تشجيع الانتاج القومي رغم أن المحرك كان ألماني و 70 % من المكونات كانت اجنبية لكن الحكومة تعاقدت مع شركة فيات وتوقف تصنيع السيارة رمسيس سريعا عن انتاج الملاكي عام 63 واكتفوا بعد دخول شركة فيات الي مصر بسياراتها المحترفة الصنع , ذلك الوقت والتي بلغ سعرها ثلاث اضعاف سعر سيارة الرمسيس مصرية الصنع , فإنهارت سريعا اي محاولة لتطوير المنتج المصري وتطوير تصميمه ومحتوياته واصبح في حكم المعدوم دخول منافسه خاسره بينه وبين احدي الشركات ذات الخبرة العالمية , واستسلمت الشركة لروح الخسارة سريعا وفي مرحلة مبكرة جدا واوقفت انتاجها الخاص بسيارات الملاكي واقتصر انتاجها فقط علي سيارات الاجره الخفيفة .






بداية صناعة السيارات في مصر كانت من خلال دخول رجال اعمال مصريين مجال صناعة أجسام الأتوبيسات وتجهيز عربات النقل في شركات قطاع خاص مملوكة لأشخاص كانوا رواد في هذه الصناعة منهم الحاج فؤاد درويش والحاج محمد سالم (وهي الشركة التى أممها ناصر تحت اسم شركة مصر للهندسة والسيارات فيما بعد) والأسيوطي وشركة جورج حاوي (تم تأميمها تحت اسم شركة وسائل النقل الخفيف) وكانت هذه الشركة تنتج سيارة (أنجيليا)


عندما أراد ناصر أن يقدم للمصريين سيارته التى بشر بها لم يجد أمامه سوى تقديم سيارة أنجيليا التى اقتبس تصميمها تماما ووضع لها محرك ألماني وقدمت للمصريين تحت مسمي سيارة رمسيس على أنها سيارة مصرية مائة بالمائة
مع اكتمال سياسية التأميم التى اتبعها ناصر كان من الطبيعى أن تهرب من مصر كل الشركات الموجودة والتى كان من الممكن أن تؤسس صناعة سيارات حقيقية واكتفي ناصر بتحويل أسماء معظم هذه الشركات الى أسماء أخري استولى عليها وادارها من خلال القطاع العام الذي أبدعه فتحولت شركة مصر للهندسة والسيارات الى شركة مصر للهندسة والعدد بينما تحولت شركة جورج حاوي إلى جزء من شركة صناعة وسائل النقل الخفيف وشركة الحاج فؤاد درويش أصبحت حجر الأساس لهيئة النقل العام بالقاهرة

الفشل الذي تعرضت له الثورة في هذا المجال مع حالة النفور المتصاعد ضد توجهات الثورة لم يمكنها من عقد اتفاقات مع شركات أوربية لتنمية هذا المجال ولم تجد مصر تحت قيادة ناصر أحدا يقبل بالعمل على أرض مصر التى اشتهر عنها في هذا الوقت غياب المنطق في اتخاذ القرارات الإقتصادية والسياسية سوى شركة فيات التى اتفق معها النظام الناصري على صفقة مربحة للإثنين فشركة فيات ستقوم بإرسال سياراتها مفككة الى مصر التى ستعيد تركيب (تركيب وليس تجميع) أجزاء السيارات مرة أخرى في شركة أنشأها النظام الناصري تحت اسم (النصر للسيارات)


بالنسبة للإيطالين وشركة فيات كان الأمر يشبه وضع الماكياج على وجه عجوز مقابل الحصول على الأرباح لذلك قبلت شركة فيات بنزع شارتها واسمها المميز عن السيارة ووضع شعار النصر للسيارات المقتبس تماما من نفس شعار الفيات على السيارات التى يعاد تركيبها داخل مصر في صفقة مكنت شركة فيات من مواجهة تراجع مبيعاتها في الأسواق الأوربية نظرا لإعتماد شركة فيات في ذلك الوقت على تكنولوجيا غير مقبولة ومفضلة في الأسواق الأوربية ووسط منافسة شديدة من السيارات الألمانية والفرنسية
في النهاية طرح ناصر سيارات فيات الموضوع عليها شعارات شركة النصر في ثلاثة موديلات هي فيات 1100 وقد ذهب جزء كبير من هذه السيارات الى ضباط الجيش وسيارات 1300 ونموذج أكثر رفاهية تحت اسم نصر 2300

1100


1300


2300


كما نرى لم يكن هناك بداية حقيقية للتصنيع في مصر فيما يخص صناعة السيارات فكل ما في الأمر أننا كنا كمن افتتح مشروعا واسعا لتدريب العمالة على تفكيك واعادة تركيب أجزاء لعبة البازل مع وضع شعار مخالف للواقع ثم الترويج عبر آلة الدعاية المصرية الشرسة في هذا الوقت للتصنيع المصري الذي جاءت به الثورة

نماذج للسيارات المصرية



تعليقات