العناية بالاظافر والوقاية من الامراض



ليس الحفاظ على أظافر صحّيّة بالأمر الصعب كما يعتقد البعض. فالظفر لا يتطلّب أكثر من عناية بسيطة وإستمرارية وإكتساب بعض العادات الجيّدة والتخلّص من أخرى مؤذية، ليكون سليماً وقويّاً. لكن من جهة أخرى، إنّ تعريض الأظافر للماء والمستحضرات الكيميائية والعوامل الخارجية المؤذية على الدوام، ومن دون حماية أو وضع كريم عازل، من شأنه أن يؤدّي إلى تكسّرها وهشاشتها وضعفها. لذلك من الضروري إيلاء الأظافر الإهتمام الكافي الذي يضمن عدم مرضها ويُبعد عنها «التشوّه الجماليّ».

العناية بالاظافر

العناية بالاظافر

كثيرون يجهلون أنّ الظفر حيّ وأنه عُرضة للمشاكل والأمراض. والبعض يتناسون وجوب العناية ولا يعرفون ما هي الفيتامينات والمعادن الأساسيّة التي تساهم في نموّ الظفر.
كما أن العادة قضم الأظافر لها إنعكاسات سلبيّة على الشكل واللحميّة وحتى قد تسبّب إلتهابات مؤلمة.فمن هذا المنطلق، لا بدّ من معرفة الخصال الحميدة الواجب إعتمادها والعادات السيئة للإبتعاد عنها قدر المستطاع.
كلّ ما يجب معرفته عن جمال الأظافر وصحّتها والعناية بها ومشاكلها وأمراضها، نكتسبه من سؤال الخبراء ومن إرتياد صالونات التجميل والمنتجعات بشكل دوريّ، حتى نخضع لجلسات العناية ونتعلّم الإهتمام بأنفسنا حتى في البيت.
تدأب إختصاصيّات التجميل على تأمين أفضل عناية ممكنة للأظافر، إضافة إلى جلسات المانيكور والبيديكور التي يتخلّلها طلاء الأظافر بكلّ درجات الألوان الرائجة، حسب المناسبة والفصل والسيدة والذوق.
تشرح خبيرة التجميل جمال بو جودة المشاكل العديدة التي قد تصيب الظفر، إضافة إلى تغيّر لونه ودلالات ذلك. كما تفسّر سبل العناية الصحيحة بالظفر لتأمين نموّ سليم ينعكس جمالاً ولمعاناً. ومن جهتها، تعطي الإختصاصيّة رنا غوش نصائح عملية عن طريقة التعامل اليوميّ مع الظفر، وتشدّد على كيفية وضع الطلاء بشكل صحيح ولائق.
بداية، إذا كان الطعام الذي نتناوله سليماً وفيه كلّ العناصر التي يحتاجها الظفر للنموّ السليم، وإذا كان الشخص يتمتّع بصحّة جيّدة، فلا تحتاج الأظافر إلاّ لتغليفها بالطلاء، مع لون أو من دونه، لحماية أطرافها. كما من المحبّذ إستخدام كريم مغذّ للترطيب. وهذا كلّ ما يتطلّبه الأمر. إلاّ أنه في بعض الأحيان، قد تتسبّب
عوامل عدة بإيذاء الظفر.

تكسّر الأظافر

لعلّ المشكلة الأبرز التي يعانيها أغلبيّة الناس من حيث لا يدرون هي معضلة تكسّر الأظافر أو تشقّقها. ولهذه النتيجة أسباب مختلفة. تقول بو جودة: «تتنوّع المسبّبات والنتيجة واحدة. فالجفاف الداخلي للجسم ونقص الماء يؤدّيان إلى تكسّر الأظافر، أمر شائع خاصة عند الذين لا يشربون كميات كافية من المياه (6-8 أكواب). هذا، ويسبّب النقص في الزيوت المرطّبة غير المشبّعة مثل الأوميغا 3 والأوميغا 6 المشكلة عينها، إذ إنّ هذه الزيوت أساسيّة لترطيب البشرة والشعر والأظافر، وهي تستعمل لتدليك الأظافر الجافة والمتفسّخة. كما أنّ إتباع نظام غذائي غير متوازن، يفتقر إلى البروتين يؤدّي إلى هشاشة الظفر وتقشيره. من جهة أخرى، إنّ قصّ الأظافر بواسطة المقصّ وبردها بالمبرد الحديدي يتسبّبان بكسور صغيرة لا تراها العين . إضافة إلى ذلك، إنّ كثرة الإحتكاك بالماء وتعريض الأظافر لقساوة المنظفات من دون وضع القفازات يبعثان على تكسّرها وتفسّخها».
أمّا من الناحية الصحية، فقد يكون السبب هو المعاناة من مشكلات في الغدّة الدرقية وعدم إنتظام إفرازاتها، مما ينعكس على الشعر تقصفاً وعلى الظفر تكسراً وتقشّراً.

تفادي تكسّر الأظافر

يمكن العناية يومياً بصحّة الظفر عبر إتباع إرشادات بسيطة، سرعان ما تصبح روتيناً سهل التطبيق. تنصح بو جودة: «يجب ترطيب الجسم عبر شرب نحو 8 أكواب من المياه يومياً للحصول على نتائج إيجابية. كما من المحبّذ تناول جرعات إضافية من الفيتامينات الغنيّة بالزيوت غير المشبّعة التي تساعد في الحصول على أظافر متينة. ويجب وضع طبقات عدة من طلاء الأظافر الواقي Base، وتغليف الظفر من الجهة الخارجيّة والداخلية أيضاً. ولا يجوز قصّ الأظافر لتقصيرها، بل من المستحسن بردها بمبرد خشبي ناعم».
تضيف: «من الأفضل الإبتعاد عن المقسّيات الخاصة مثل ال Formol لأنها مؤذية إذا إستُعملت على المدى الطويل، كونها تجفّف الظفر وتجعله قاسياً كالخشب، مما قد يؤدّي إلى إنكساره إثر أيّ إرتطام. وقد يكون الإنكسار في الوسط أحياناً فيسبّب ألماً كبيراً. بالإضافة إلى ذلك، من الأفضل الإبتعاد عن طلاء الأظافر الذي يجفّ بسرعة لأنه يحتوي على المادّة الكحولية «أزوتروبيل» التي تجفّف الكيراتين السطحيّ للأظافر وتجعله جافاً وغليظ الملمس». كما يجب حماية الأظافر عبر وضع القفازات عند القيام بالأعمال المنزلية.

الفطريات

يمكن التحدّث عن حالة فطريّات حين يتغلغل الفطر تحت الظفر، ويلتصق به ويتغذّى من الكيراتين نفسه، فينتج عن هذا التآكل سماكة في الظفر وإصفرار وتشوّه في الشكل. قد تترافق هذه الحالة مع ألم، ولكن بشكل عام، تغزو الفطريّات الأظافر بشكل صامت وبطيء.
ترى بو جودة أنّ «كلّ الأمور التي تضرّ بالأظافر قد تؤدّي إلى فطريّات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. فالضربة القويّة على الظفر قد تسبّب شِعراً أو ثغرة يدخل الفطر من خلالها. والأحذية الضيّقة هي سبب آخر. ومن الممكن إلتقاط عدوى من شخص آخر أو من الأماكن الرطبة على غرار الحمّامات والنوادي والمسابح. بالإضافة إلى ذلك، إنّ قضم الأظافر يجعلها من دون حماية مما يسهّل دخول الفطر إليها.
ومن جهة أخرى، قد يكون السبب تركيب الأظافر Acrylic Nails الذي يترك فراغاً بين الظفر الطبيعي والإصطناعي. ونتيجة التعرّق والرطوبة، تنمو الفطريات تحت الأظافر». في بعض الأحيان، قد يكون السبب هو الإستعانة بأدوات تقليم الأظافر التي لا تخضع لشروط التظهير والنظافة والتعقيم. نّ أبرز أعراض الإصابة بفطريات الأظافر هي حسب غوش «تغيّر في لون الظفر مائل إلى الصفار، رائحة كريهة منبعثة من الظفر، وجود رواسب تحت الظفر، سماكة في الظفر، تفتّت الظفر، ألم في الظفر ومحيطه، تغيّر في شكل الظفر وإنفصاله عن حافة الجلد». لّما أبكرنا في التشخيص، كان العلاج أسهل. إذ يمكن التخلّص من الفطريات بالأدوية المضادة لها، والكريمات الموضعيّة.

ما هي اللحميّة؟

للحميّة تسمية تُطلق على الجلد المحيط بالظفر، ووظيفتها الأساسيّة حماية الظفر من كل المشاكل التي يمكن أن يتعرّض لها، إثر الإحتكاك بمواد أو بجراثيم أو حتى بحوادث مختلفة، إذ هي تغلّفه من الجهات الثلاث. تؤكّد غوش أنّ «أبرز مشكلات اللحميّة هو اليباس الجلديّ الذي يكون قاسي الملمس وينفر من أطراف الأظافر. وللأسف، تكون أوّل ردّة فعل إزالة «الشوكة» من حول الأظافر، وتكون النتيجة السلبيّة هي تكاثر الخلايا الميّتة والجفاف الذي يغطّي معظم جهات الظفر ويعطيه شكلاً غير مستحبّاً«. نّ الجفاف هو المشكلة الأولى التي تظهر بسببها الجلدة الميّتة حول الأظافر، يليه الإحتكاك المتتالي بالماء والمنظّفات. وما يزيد الأمر سوءاً هو إزالة هذه الجلود الميّتة عبر قضمها بالأسنان أو قصّها بالمقصّ أو إنتشالها بشكل يؤدّي إلى جرح أطراف الأصابع.
ينصح الخبراء بوجوب ترطيب الجلد من الداخل عبر شرب المياه وبتناول الزيوت غير المشبّعة من خلال الطعام أو من خلال جرعات إضافية. كما يجب ترطيب الجلد يومياً بواسطة كريم مرطّب، وأسبوعياً عبر تدليك اللحمية المحيطة بالظفر بمصل زيت مركّز أو بكريم خاص Cuticle Cream.

عادة أكل الأظافر أي قضمها

قد يتسبّب أكل الأظافر بتغيير بشع للشكل واللحميّة، كما من الممكن أن يؤدّي إلى إلتهابات مؤلمة. يُجمع الإختصاصيوّن على أنّ قضم الأظافر منبعه مشكلة نفسيّة داخليّة تعبّر عن نقص ما عاطفيّ أو معنويّ لدى الشخص.
يمكن ببساطة إعتماد طلاء أظافر كريه الطعم وإعتماد خطوات تدريجيّة بترك إصبع واحدة دون قضم، ثم إثنتين ومن ثمّ اليد اليمنى، فاليسرى، حتى التخلّي عن العادة نهائياً.

يتامينات ومعادن لنموّ الأظافر
تقول بو جودة: «هناك العديد من الفيتامينات والمعادن الأساسيّة التي تساعد في نموّ الأظافر بشكل سليم. كما أنّ نقصانها قد يسبّب بضعف الظفر. فالنقص في الفيتامين ب يؤدّي إلى هشاشة الظفر وتكسّره. والنقص في الفيتامين أ يسبّب جفاف الظفر ونقص الكيراتين منه. ووجود الفيتامين س يمنع النَسَر الذي يؤدّي إلى تكسّر الظفر. كما أنّ الفيتامين د والكالسيوم أساسية لنموّ الأظافر. وتساعد مادّة الزنك في تقوية الظفر وتسهّل عملية إمتصاص المعادن والأنزيمات من المأكولات، و يؤدّي نقصانها إلى ظهور بقع بيضاء على الأظافر. كما أنّ الحديد في غاية الأهمّيّة لصحّة الظفر وطوله».
إنّ إحتواء الغذاء على هذه العناصر بشكل منتظم من شانه توفير الأساس لنموّ الأظافر بشكل سليم. أمّا أيّ خلل أو نقصان أو حالة مرضية تؤثر سلباً وتنعكس على الأظافر، فيكون علاجه بتناول جرعات إضافية تضم هذه المكوّنات.

أسرار ونصائح

تقدم بو جودة مجموعة من النصائح للسيدة العصريّة للمحافظة على صحّة أظافرها وجمالها:

  • رشّي قليلاً من عطرك المفضّل على طلاء الأظافر قبل أن يجفّ حتى تبقى رائحة العطر على الأظافر الى حين إزالة الطلاء.
  • قلّمي أظافرك بإتجاه واحد من الخارج إلى الوسط كي لا تضعف وتتقشّر.
  • حافظي على زاوية مربّعة ولا تقلّمي أطراف الأظافر للمحافظة على قوّتها.
  • إنقعي أظافرك مرّة أسبوعياً لمدّة دقيقتين في الخلّ الأبيض للمحافظة على تماسك الظفر.
  • ضعي كريم اليدين بطبقة سميكة على اليدين والأظافر وضعي فوقها قفازين خلال القيام بالأعمال المنزليّة. فمع التعرّق وحرارة المياه، سوف يمتصّ الجلد الكريم بشكل أفضل وتكون اليدان والأظافر حريريّة الملمس.


الخطوات الصحيحة لطلاء الأظافر

  • الإعتناء باليدين والأظافر يتطلّب المثابرة والإهتمام. فبعد التأكد من سلامة الأكل وتناول جرعات إضافيّة مقويّة ومغذّيات، لا بدّ من معرفة الطريقة المثلى لتجميل الأظافر بالطلاء أي Vernis.

تعطي غوش المراحل خطوة بخطوة:

  • إزالة الطلاء القديم بمزيل يحتوي على فيتامين ويكون خالياً من مادة الأسيتون.
  • البدء بإزالة الطلاء من الجذع إلى الأطراف كي لا يتغلغل الطلاء القديم في اللحميّة ويقسّيها.
  • الإستعانة بمقشّر جلد وفرك اليدين والأظافر به بحركات دائريّة لتقشير الخلايا الميّتة وتمليس سطح الأظافر.
  • ترطيب اللحمية في وعاء يحتوي على زيت مرطّب، وضع ماء فاتر وزيت مرطّب على اللحمية لخمس دقائق ثم تغطيس اليد في الماء وتنشيفهما جيّداً مع تدليك دائريّ حول الأظافر.
  • تقليم الأظافر بواسطة مبرد خشبيّ ناعم طريّ، بإتجاه واحد من الخارج إلى الداخل وبشكل مربّع للحماية.
  • وضع طلاء الأساس المغذّي، أو ضدّ الكسور أو لنموّ الظفر، حسب المشكلة.
  • البدء بوضع الطلاء الملوّن بعد جفاف الأساس.
  • وضع العازل Top Coat للحفاظ على الطلاء لأطول وقت ممكن.
  • إمكان الإستعانة بكريم بعد نحو ساعة تقريباً من إنتهاء طلاء الأظافر لتبدو أكثر جمالاً…

ألوان ومشكلات

تتحدث الإختصاصيّة غوش عن مسبّبات تلوّن الأظافر ودلالاتها:

  • البقع البيضاء دليل على المعاناة من فقر الدم أو مشكلة في الكبد. كما من الممكن ان تكون ناتجة عن إلتهاب ثانويّ في كيراتين الظفر.
  • اللون الأصفر سببه التبغ من جرّاء التدخين أو وضع الطلاء من دون حماية Base. كما قد يكون دلالة على وجود حالة فطريّات أو حتى جيوب أنفيّة ملتهبة.
  • اللون الأزرق أو الأخضر يكون ناتجاً عن إحتقان الدم تحت الظفر إثر ضربة أو لطمة. وإذا ما طاول اللون الأزرق كلّ الأظافر، فهو دليل على مشكلة أو بطء في الدورة الدموية، أو مشكلة قلب خاصة عند الرجال ما بين الأربعين والخمسين.
  • اللون الأحمر عند دائرة الظفر والورم البسيط المترافق بألم عند اللمس يعنيان إمّا المعاناة من حساسية ما، وإمّا الإصابة بفطريات من عائلة Candidas.
  • اللون الأسود له ثلاثة تفسيرات: قد يكون شامة تحت الظفر إذا كان التلوّن ثابتاً ولا يتحرّك أو يتقدّم مع نموّ الأظافر. كما قد يكون ردّة فعل على ضربة أو جرح مباشر وسرعان ما يزول بعد نموّ الظفر. وأمّا إذا كان شكله يشبه الخطّ المستقيم ولا يختفي مع نموّ الظفر، فقد يخبّئ سرطاناً تحت الظفر!

تعليقات