سـنن مـنـــسـية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئا))(1)


يقول الله عز و جل :

(( اليوم أكملت لكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ))(2)

نعم , فدين الإسلام كامل لا يعتريه النقص و لا يشوبه الخطأ .

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه :

قال لنا المشركون : إني أري صاحبكم يعلمكم . حتى يعلمكم الخراءة. فقال : أجل . إنه نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه . أو يستقبل القبلة . ونهى عن الروث والعظام . وقال " لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار " .(3)


أي كمال هذا ! يعلم صلى الله عليه وسلم أصحابه كل شيء , كل شيء حتى الخراءة .

دين كامل شامل يدخل حتى في كل تفاصيل الحياة من نوم و قيام و ملبس ومأكل و مشرب ...

فتفاصيل حياتنا كلها يجب أن تكون لله ووفق ما نهجه لنا قدوتنا عليه أفضل الصلاة والتسليم .
(( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ))(4)

فقد ترك لنا عليه أفضل الصلاة والتسليم ما لن نضل بعده ؛ كتاب الله وسنته .

فحري بنا أن نتبع سنته في كل حياتنا وكل أمورنا , فالرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة الحسنة , قال تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )) (5)

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ))(6)

ويقول تعالى في أمر صريح باتباع الرسول في كل ما أمر بها واجتناب كل ما نهى عنه : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ))(7)

فكل هذه الألة تنص على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل الأمور واتباعه فيها واجتناب كل ما نهى عنها وحذر .

ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك خيراً إلا دل الأمة عليه وما ترك شراً إلا حذرها منه .

وها نحن هنا نحاول إحياء ما نُسي من سنته صلى الله عليه وسلم . وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .

فقد أحببنا أن نسرد بعض ما ورد من سنته , سنن منسية ؛ بسيطة ميسرة ولكن فضلها وأجرها عظيم بإذن الله , فالله الله في النية الصادقة لاتباع الرسول -وهي من أهم علامات محبته صلى الله عليه وسلم- . و الله الله في ملازمتها واتباعها ؛ عضوا عليها بالنواجذ . وهي سنن بسيطة لا تحتاج لوقت أو جهد أو مال فالدين يسر و الأمر بسيط و الأجير عظيم بإذن الله تعالى .

عسى الله أن ينفع بما نقول , وأسأل الله تعالى أن يعيننا على اكمال ما بدأناه وأن يسدد خطانا في كتابة هذه السلسلة .


سـنن مـنـــسـية

الوضوء :


- الاقتصاد وعدم الاسراف في الوضوء : كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد تارة وبثلثية تارة وبأزيد منه تارة , وكان يحذر أمته من الاسراف في الماء .

- صفة المضمضة والاستنشاق والوصل بينهما : وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق، فيأخُذ نصف الغرفة لفمه، ونصفها لأنفه، ولا يُمَكن في الغرفة إلا هذا، وأما الغرفتان والثلاث، فيمكن فيهما الفصلُ والوصلُ، إلا أن هديه صلى الله عليه وسلم كان الوصلَ بينهما، كما في ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث عبد اللّه بن زيد أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ‏(‏تمضمض واستنشق منْ كَفٍّ واحدة، فعل ذلك ثلاثاً‏)‏ وفي لفظ‏:‏ ‏(‏تمضمض واستنثر بثَلاَث غَرفَات‏)‏ فهذا أصحً ما رُوي في المضمضة والاستنشاق، ولم يجىء الَفصلُ بين المًضمضة والاستنشاق في حديث صحيح البتة .

- المبالغة في الاستنشاق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وبالغ في الإستنشاق إلا أن تكون صائما ))(8)

- ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتاد تنشيفَ أعضائه بعد الوضوء، ولا صح عنه في ذلك حديث البتة، بل الذي صح عنه خلافه .

- والذكر الوارد بعد الانتهاء من الوضوء هو : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين ، واجعلني من المتطهرين. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم قال :أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، فتحت له ثمانية أبواب الجنة ، يدخل من أيها شاء ))
(9)
(( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ))


سـنن مـنـــسـية

المأكل والمشرب :

سنن نتبعها في أكلنا وشربنا ؛ تحل علينا البركة و يكتب لنا الأجر العظيم بإذن الله .

- التسمية قبل الأكل والشرب .

- الأكل والشرب باليمين : عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال :(( كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت يدي تطيش في الصحفة ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا غلام ، سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك ) . فما زالت تلك طعمتي بعد . )) (1)

- الشرب جالساً ونهى صلى الله عليه وسلم عن الشرب واقفاً إلا لحاجة .

- الشرب على ثلاث دفعات يتنفس بينهما خارج الإناء ونهى عن التنفس داخل الإناء : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا إذا شرب ، ويقول : هو أمرأ وأروى )) (2)

- حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب : عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها . أو يشرب الشربة فيحمده عليها )) (3) وهذا من شكر النعم المأمور به العبد وهو من أسباب زيادة النعم ونموها , و كفر النعمة وجحودها من أسباب محقها وازله بركتها و انزال العذاب الشديد (( واذ تاذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد )) (4)


المدخل والمخرج :

ما جاء في الدخول والخروج من المسجد :

- تقديم الرجل اليمنى في الدخول للمسجد ( وهذا دأب النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يحب التيامن في كل شيء من الأمور الحسنة ) .

- تقديم الرجل اليسرى عند الخروج من المسجد .

- قول الذكر الوارد عند الدخول للمسجد والخروج منه ؛ عن أبي حميد أو أبي أسيد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك )) . (5)


ماجاء في الدخول والخروج من المنزل :

- الذكر عند الدخول للمنزل : (( بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا ))

- وعند الخروج منه : (( بسم الله توكلت على الله ولاحول ولاقوة إلا بالله اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل، أو أزل أو أُوزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل علىّ )) . (6)

- وإذا نزل أحدكم منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك .

ما جاء في الدخول والخروج من الخلاء :

- تقديم الرجل اليسرى في الدخول و الرجل اليمنى من الخروج .

- قول الذكر الوارد عند الدخول للخلاء ؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) )) . (7)

- قول الذكر عند الخروج من الخلاء وهو غفرانك , لحديث أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما : (( ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخلاء إلا قال : غفرانك )) (8)


تعليقات