كيف تصنع الدهانات او البويات

بسم الله
كيف تصنع الدهانات او البويات

البويات او الدهانات وانواعها وكيف تصنع وكيف تستخدم وتاريخها


البويات او الدهانات وانواعها وكيف تصنع وكيف تستخدم وتاريخها


البوية أو الدهان مادة توضع لتضفي اللّون والحماية لأنواع عديدة ومختلفة من الأسطح. وتستخدم في طلاء الجدران
، والهياكل الخارجية للأبنية والسيارات والأثاث والأجهزة المنزلية، وكذلك العديد من الآلات وقطع الغيار. تُطلى الأسطح بمعظم أنواع البويات على هيئة سائل، ثم تجف لتُكَوِّن طبقة صلبة رقيقة. ويكون سمك طبقة البوية في الغالب حوالي 0,08م.


 
تُصنع البوية من صبغة أو أكثر مطحونة طحناً ناعماً، وسائل يستخدم وسيلة لحمل الدهان. وتُحَدِّدُ الصبغة لون البوية ، وكذلك بعض الصفات الأخرى المميِّزة. ومن الصبغات الشائع استعمالها بسبب ألوانها، ثاني أكسيد التيتانيوم (أبيض اللون)، وكرومات الرصاص، (أصفر إلى برتقالي). والفثالوسيانين (أزرق أو أخضر)، والتلودين (أحمر). وغالبًا مايضاف إلى البوية بعض أنواع الصلصال، والميكا، وبودرة التلك وذلك لزيادة مقاومتها لعمليات التآكل. وتسمى هذه المواد شبه الشفافة المواد الإضافية أو الصبغات الخاملة. وتساعد صبغات مثل الرصاص الأحمر وكرومات الخارصين، البوية على حماية الأسطح المعدنية من الصدأ. ويُضاف إلى البوية بعض الصبغات المحتوية على مساحيق معدنية ناعمة وذلك لتعطي الأسطح المطليَّة المظهر المعدني.
يحمل السائل المصاحب للبوية الطلاء، ويلصقه بالسطح المراد طلاؤه. وتتكون مثل هذه السوائل المصاحبة للبوية من راتينجات ومذيبات. هذه الراتينجات مواد صمغية يتحصَّل عليها طبيعيّا من النباتات أو تصنع عن طريق عمليات كيميائية معقدة، وهي تشمل الأكريليكات، والألكيدات والإيبوكسيدات والفينيلات.
تحدد الراتينجات درجة التصاق الطلاء والوقت اللازم للجفاف، ودرجة اللمعان، وصلابة الطلاء . والعديد من هذه الراتينجات عديم اللون.
المذيب هو المكوِّن الذي يُبقي الطلاء على هيئة سائل. وتتحدّد كمية المذيب المستعمل بنوع الراتينجات المستعملة، ويكونُ الماء المادة المذيبة في غالبية البويات المستعملة للأغراض المنزلية. ومن أنواع المذيبات الشائعة الاستعمال الكحولات المعدنيه والنفط والزيلين. وتسمى المذيبات أحياناً بمُخَفِّفات البوية.
تُستعمل البوية في أغلب الأحيان في الزخرفة، كما تُستعمل أيضاً لحماية الأسطح من التآكل. وتعطي بعض أنواع البويات حماية آلية. فعند طلاء الألومنيوم يصبح أقل قابلية للخدش، كما تقلل البوية المستعملة في طلاء الطائرات من تأثير عملية الاحتكاك بالهواء.


أنواع البوية


هناك أنواع عديدة من البويات. ويقسم الكيميائيون أنواع البويات تبعاً لطريقة جفافها. فمثلاً، تجف بعض أنواع البويات ببساطة خلال عملية تبخير المذيب الذي يصحبه تصلب الراتينجات. وهناك أنواع أخرى لاتكوِّن طبقة صلبة رقيقة إلا بعد معالجتها بمادة كميائية تُسمّى الحفَّاز. وتتسبّب هذه المادة في بدء وإسراع التفاعل المؤدي إلى ارتباط جزيئات الراتينجات بعضها ببعض. ويصاحب هذا التفاعل تبخير غالبية كمية المذيب.
تُقسّم البويات أيضًا حسب طرق استعمالها. فمثلاً، تُستعمل بويات الاستعمال المنزلي لزخرفة وحماية المنازل، ومباني المكاتب والأنواع الأخرى من المباني. وتُسْتعمل بويات الاستعمال الصناعي لطلاء أنواع مختلفة من المنتجات الاستهلاكية والأجهزة الصناعية.


بويات الاستعمال المنزلي. تشمل تلك المستعملة لطلاء الجدران، والسقوف، والأرضيات، والهياكل الخارجية للمنازل.
وأغلب بويات الاستعمال المنزلي بويات استحلاب أو بويات تحتوي على خام المطاط الطبيعي وتعرف باسم البويات اللثية. وقد استُعمل المطاط الطبيعي في البويات المطاطية بوصفه مادة راتينجية وذلك عند بداية استعمال البويات ذات الأساس المائي، أي تلك التي يُستخدم فيها الماء مذيبًا. استُبدل الآن المطاط الطبيعي بأسيتات البولي فينيل أو الأكريليك في هذا النوع من البويات.
تجف بويات الاستحلاب عن طريق ارتباط الجزيئات بعضها ببعض. في هذه العملية ترتبط جزيئات الراتينجات بعضها ببعض لتكوِّن طبقة رقيقة من الطلاء الجاف. وتحدث عملية الارتباط هذه نتيجة لتبخّر الماء عن سطح الطلاء.
وبويات الاستحلاب غير قابلة للاشتعال وليست لها رائحة قوية، ويجف الطلاء ليكوِّن طبقة يمكن تنظيفها بسهولة بالماء والصابون. وتستطيع بويات الاستحلاب، التي تُستعمل لطلاء الجدران داخل الأبنية، تحمّل تكرار عملية الغسيل، ولكن ليست لها قوة الاحتمال الكافية للأسطح المعرَّضة للأحوال الجوية. تذهب الشمس بلون البوية، كما تتسبب الريح والمطر والمناخ الشديد الحرارة أو البرودة، في تشققها وتشظيها وانتفاخها وتقشرها. ولذلك، صنعت البويات المستعملة لطلاء الهياكل الخارجية للمنازل بحيث تحتوي على بعض الراتينجات التي تساعد على زيادة مقاومتها للعوامل الجوية.
وأغلب البويات المستعملة لطلاء الهياكل الخارجية للمنازل بويات استحلاب. وبعض هذه البويات ذات أساس زيتي، أي أن المذيبات المستعملة بها مشتقة من النفط. ويسْتعمل في هذه البويات زيت بذرة الكتان أو أي نوع آخر من الزيت باعتباره مادة راتينجية. تجف هذه البويات ذات الأساس الزيتي بعملية الأكسدة، حيث ترتبط المادة الراتينجية بالأكسجين الموجود في الهواء لتكوِّن طبقة صلبة وذلك بعد تمام تبخر أغلب المذيب. وتحتوي أغلب بويات الاستعمال المنزلي ذات الأساس الزيتي على مركَّبات خاصة تسرع عملية جفاف الزيت.
وهناك أنواع خاصة من البويات تستعمل لطلاء الأسطح المسامية، مثل أسطح الخشب المكشوف والجص وتُسمىَّ بويات الطلاء المبدئي أو مانعات التسرب أو البطانة. ويكوِّن الطلاء المبدئي الطبقة الأولى، ويكون هذا الطلاء الأساس لطبقات أخرى من الطلاء تُطلَى تبَاعاً. وتُصنع بويات الطلاء المبدئي بحيث يمكن استعمال الزيت أو الماء مذيبًا.
تُقيِّد العديد من الدول أوتُحَرّم استعمال البويات المحتوية على صبغات الرصاص في بويات الاستعمال المنزلي، وتشترط وجود تحذير للخطورة على الصحة، إذا احتوت البوية على كمية من الرصاص أعلى من الحد المسموح به. اتخذت الحكومات هذا القرار بعد ملاحظة أن بعض الأطفال ظهرت عليهم أعراض التسمم بالرصاص نتيجة لابتلاعهم قشور البوية الجافة والتي تحتوي على نسبة عالية من الرصاص.


السيارات الجديدة تطلى بطبقة من الطلاء مانع الصدأ. وذلك بغمر هيكلها الخارجي في خزان يحتوي على طلاء مبدئي لمدة ثلاث دقائق يُعاد بعد ذلك معاملتها حرارياً من بوية صناعية فوق الطلاء المبدئي.


بويات الاستعمال الصناعي. تُستعمل لطلاء المنتجات الاستهلاكية مثل السيارات والأثاثات والأجهزة المنزلية. وتشمل أيضاً أنواع البويات التي تحمي الآلات والمعدّات الصناعية الأخرى من تأثير الكيميائيات، والصدأ، ودرجات الحرارة المرتفعة. كما تتوافر بعض أنواع بويات الاستعمال الصناعي مثل الصّبغات والبويات المبدئية لبعض الاستعمالات المنزلية.
ويقوم أغلب منتجي السيارات بطلاء سياراتهم ببويات تحتوي على راتينجات إكريليكية، تُجفَّف بمعالجتها حرارياً، كما تحتوي العديد من معدّات المطابخ وآلات غسل الملابس على طبقة نهائية من البوية المعالجة حرارياً. وينتج عن مثل هذه المعاملات طبقة من البوية في غاية الصّلابة، مقاومة للكيميائيات، لايذهب لونها بسهولة.
ويستعمل منتجو الأثاثات الخشبية صبغات الأخشاب لطلاء منتجاتهم، وتتميز هذه الصبغات بأنها عالية الشفافية، وتذوب في مذيبات تمكّن الصبغة من أن تتخلّل الألياف الخشبية أكثر من قابليتها للالتصاق بالسطح. وتُغَمِّق هذه الصبغات لون الخشب إلا أنها شفافة وتسمح للمظهر الطبيعي للألياف الخشبية من الظهور خلالها.
يطلي منتجو الأثاثات الخشبية، الأثاث بعد صَبْغِه بطبقة نهائية، حامية، لامعة، مُصَنَّعة من مواد سليلوزية أو بويات مُصنَّعة من اللاك المصفى (الشيلاك). مثل هذه البويات تجف بتبخر المذيب، أي أن هذه المواد الراتينجية تتصلّب بتبخر المذيب مُكوِّنة طبقة صلبة من الطلاء. تجفّ هذه البويات بسرعة معطيةً سطحاً لامعاً، ومن الممكن إعادة إذابتها بعد جفافها باستعمال المذيبات الأصلية نفسها التي استعملت حاملاً للطلاء. تطلى بعض المنتجات الخشبية بدهانات نهائية تُعْطي صفات النعومة والشفافية واللمعان (ورنيش). وهذه البويات ذات أساس زيتي وتجف خلال عملية الأكسدة.
ويصدأ الحديد والفولاذ إذا تعرّضا إلى الرّطوبة والأكسجين. ولهذا السبب، تُطلى العديد من المنتجات المصنّعة من الحديد أو الفولاذ بطلاء مبدئي مانع للصّدأ تتبعه طبقات من الطلاء النهائي. وتحتوي الطلاءات المبدئية للفلزات على نسبة عالية من صبغات مقاومة للصّدأ. وتتكون بعض هذه البويات من مواد تخترق الصّدأ وتطرد الأكسجين والرطوبة. وتغطي طبقات الطلاء النهائية الطلاء المبدئي وتُحكِم عزله عن العوامل الخارجية. وعموماً، يحمي الطلاء المبدئي الفلز ويحافظ الطلاء النّهائي على الطلاء المبدئي. وتُغطّى بعض المنتجات المعدنية ببويات أو دهان لامع يسمى الطلي بالمينا (طلاء زجاجي)، وتحتوي هذه على راتينجات الكِيدِيَّة التي تجفّ عن طريق الأكسدة.
وتستخدم معظم البويات التي تدوم طويلاً، عادة في طلاء الآلات والمعدّات الصّناعية. هذه البويات تتكون أساساً من راتينجات الأيبوكسي، وراتينجات البولي يوريثان، وتجف هذه البويات نتيجةً لتفاعل كيميائي. وتستعمل للحماية من التآكل، والماء، والمذيبات، والمواد الكيميائية القوية. فمثلاً تستعمل الصناعة الكيميائية عدداً من هذه البويات لوقاية جدران الأنابيب والخزانات التي تُستعمل لتخزين أو نقل المواد الكيميائية المدمِّرة. وأُنتِجَت أيضًا بويات خاصّة مقاومَة للحرارة لدهان الطائرات فائقة السرعة، ومَرْكبَات الفضاء. تتحمل المعدات المستعملة في بعض هذه البويات المصنّعة خصيصا درجة حرارة تبلغ 650°م.


كيف تصنع البوية


كيف تصنع البوية تصنع البوية بخلط مسحوق الصبغة الملونة بسائل (وسيلة حمل) يحتوي على واحد أو أكثر من المواد الراتينجية ومذيب. وتخلط كل من الصبغة وسائل الحمل ليكونا عجينة ناعمة وذلك نتيجة عملية التقليب المستمر الذي تحدثه كرات من الفولاذ موجودة في مطحن أسطواني. وتضخ العجينة من المطحن أثناء الغربلة وتصفى. ويدرج اللون في خزان الانتظار بإضافة عجينة صبغة اللون المطلوب ثم تخفف بالمذيب. وترشح البوية بعد الاختبارات النهائية وتصب في العبوات تمهيدا لشحنها.


تُنتج جميع أنواع البويات تبعاً لعمليات صناعية متماثلة. وتتكون الخطوات الأساسية لهذه العمليات من : 1-الطحن. 2- الغربلة. 3- تدريج الألوان. 4-التخفيف والترفيع.


الطحن. تختلف الكمية المعّدة في عملية واحدة من البويات في الحجم، وكثير منها يصل إلى 5,700لتر. ولإنتاج الكمية المعدة يقوم الصنّاع أولاً بتعبئة الكمية اللازمة من الصبغة، والمادة الراتينجية، والسوائل المختلفة اللازمة في مطاحن أسطوانية. والمطحن الأسطواني أسطوانة ضخمة مجوَّفة مصنوعة من الفولاذ يمكن إدارتها حول نفسها. تملأ المطاحن المُستعملة لطحن الطلاءات المبدئية أو الصبغات الداكنة، جزئيا بكرات من الفولاذ قطر الواحدة منها 6,1سم. وتحتوي المطاحن المستعملة لإنتاج الألوان الفاتحة على كرات فخارية قطرها حوالي 5,3سم، وتسمى هذه الكرات الوسط الطاحن. فعند إدارة الطاحونة ترتطم الكرات المكوِّنة للوسط الطاحن بعضها ببعض بعنف مما يؤدي إلي طحن وعجن الصبغة الموجودة بين هذه الكرات. وتدور أغلب المطاحن الأسطوانية حوالي 16 دوره في الدقيقة. وتبعاً لنوع الطاحونة المستعملة ـ تستغرق عملية الطحن والعجن حوالي 24 ساعة، حتى يتم طحن الصبغة إلى عجينة على المستوى المطلوب.
تقدّمت صناعة البوية نتيجة لتصنيع مطاحن للصّبغات ذات سرعات عالية، يتم فيها قذف كرات أو شظايا زجاجية دقيقة بسرعة فائقة داخل الصبغة. وتستطيع مثل هذه المطاحن ضمان استمرارية إنتاج صبغات مطحونة على درجة عالية من النعومة، كما تستطيع الإنتاج على دفعات.


عملية ملء العبوات بالبوية تتم آليًا. تستطيع هذه الآلة ملء وتغطية 90 عبوة سعة كل عبوة 3,8 لترًا في الدقيقة. وبعد تثبيت المقابض تصبح العبوات جاهرة للشحن.


الغربلة. بعد تمام طحن الصبغة، تُضاف كمية أخرى من المادة الراتينجية إلى العجينة الموجودة في الطاحونة، كما تضاف كمية قليلة من المذيب. ويُنعَّم المعجون الناتج حينئذ وذلك بضخه إلى خارج الطاحونة خلال مصفاة ومن ثمّ إلى خزّان الانتظار.


تدريج الألوان. وتُسمَّى أيضًا عملية ضبط اللون. ومن المحتمل أن تكون هذه العملية أكثر الخطوات حَرَجاً في إنتاج البوية. يقارن الصَّانع في هذه العملية، عينات من المزيج الموجود في الخزان النّهائي بألوان قياسية مُحْتَفَظ بها. وقد تضاف حينئذ كميات قليلة بما يسمى معجون تدريج اللون، وذلك لضبط لون الخلطة على اللّون القياسي. وتتكون معاجين تدريج الألوان من توليفات عالية التركيز لمسحوق الصبغات وسوائل الحمل. وفي كثير من الأحيان، تُضاف أنواع عديدة من معاجين تدرُّج الألوان إلى الخلطة حتى يمكن مضاهاة اللون الناتج باللون القياسي.


التخفيف. بعد تمام ضبط لون الخلطة إلى الدرجة المطلوبة في المواصفات، تُخَفَّف وتُرفَّع إلى درجة اللزوجة (الكثافة) المطلوبة وذلك بإضافة كميات محدَّدة من المذيب. ترشّح البوية حينئذ وتُعبأ في العبوات تمهيداً لشحنها.


كيف تستخدم بويات الاستعمال المنزلي



اختيار نوع البوية. تتوفر بويات الاستعمال المنزلي في أنواع عديدة ومختلفة لتُعطي لوناً مُطْفأ، نصف لامع، أو لامعاً. ولطبيعة السطح المراد طلاؤه أثر مهم في اختيار المظهر النهائي ولون البوية المستعمَلة. فقد تكفي مثلاً، طبقة واحدة من الطلاء لتغطية سطح فاتح اللون بلون داكن. وقد يتطلَّب عدّة طبقات من الطلاء لتغطية لون فاتح فوق سطح داكن.
وتستعمل البويات المطفأة غالباً على الأسطح غير المنتظمة عديدة النتوءات. وتساعد هذه البويات على إخفاء مثل تلك العيوب. ومن ناحية أخرى، تُظهرُ البويات ذات المظهر اللامع ـ وهي عادة ناعمة وبرَّاقه ـ أي عيوب موجودة بالسطح المراد طلاؤه. كما أنّ البويات اللامعة وغيرها من الأنواع المسماة قشر البيض أو الحريري أو القطيفي أكثر تحمُّلاً من البويات المُطْفَأة.


إعداد السطح المراد طلاؤه. في أغلب الأحيان تتسبَّب رداءة إعداد السطح المراد طلاؤه في فشل عملية الطلاء. فالسطح يجب أن يكون خالياً من الأوساخ، والتراب، والدهون، وقشور البوية القديمة، والرطوبة، والزيت، والشمع، وذلك حتى يتمكن الطلاء الجديد من الالتصاق بطريقة سليمة. وكثيراً مايكون الغسيل بالماء والصابون كافياً للتغلب على هذه المشكلات، وقد يتطلَّب ذلك كشط الطلاء القديم والتنعيم (الصقل) بفرشاة من السلك. وقد تحتوي بعض الأسطح على تشققات أو تجاويف، وهذه يجب إحكام سدّها قبل القيام بعملية الطلاء.


التقليب والترشيح. يجب تقليب بعض أنواع البويات قبل الاستعمال للتأكد من أنّها مزيج متجانس. ومن أحسن الطرق للحصول على هذه النتيجة هو التقليب بحركة دائرية على الاتجاهين بمقلاب للبوية على هيئة مجداف. ويجب رفع المجداف من قاع العبوة إلى السطح من وقت لآخر لحمل الكتل الصبغية الثقيلة وتقليبها، والتي عادة ماتكون في قاع الإناء. ويُصَفـِّي كثيرٌ من الناس البوية قبل عملية الطلاء خلال مرشّح خاص، وهو شبكة رقيقة أو مصْفَاة من النيلون. وتُحسِّن هذه الطريقة من فعالية عملية الطلاء، وبالذات عند استعمال بوية سبق استعمالها (بقايا) والتي قد تحتوي على أوساخ أو بعض قطع البوية الجافة.


فرش البوية تصلح لطلاء الأجسام الصغيرة والأسطح غير المنتظمة. تستطيع فرشاة الإطار المضلعة الوصول إلى الأركان الضيقة إلا أن الفرش الأكثر عرضًا تستعمل لطلاء المساحات العريضة مثل الحيطان.


بكرات الطلاء تدهن بسرعة الأسطح العريضة المنبسطة. تصلح أغطية البكرات ذات الألياف القصيرة أي (الزغب القصير)، لطلاء الأسطح الملساء أما أغطية البكرات ذات الزغب الطويل فتستعمل لطلاء الأسطح الخشنة.


الرشاشات ووسائد الطلاء يمكن بها طلاء مساحات كبيرة بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن طلاء الأجسام الصغيرة والأسطح غير المنتطمة بسهولة برش البوية على هيئة رذاذ من عبوات الآيرسول.


عملية طلاء البوية. تتم عملية الطلاء باستعمال الفرَش، ومعدات الرش وبكرات الطلاء، ووسائد (لُبَّاد) الطلاء. وتُستعمل الفُرَش أو الرشَّاشات للحصول على أحسن النتائج في طلاء الأجسام الصّغيرة والأسطح غير المنتظمة. ويمكن طلاء الأسطح العريضة المنبسطة بطريقة سريعة باستعمال الرشاشات، وبكرات الطلاء، ووسادات الطلاء بدلاً من استعمال الفرشاة. ولكن بعض الناس يفضّلون استعمال الفرشاة في جميع الحالات.
تُصْنَعُ الفرش من أصواف بعض الحيوانات أو من الألياف الصناعية، وتستعمل فُرَش أصواف بعض الحيوانات في طلاء البويات ذات الأساس الزّيتي. أما الفرش المصنَّعة من الألياف الصناعية فتُستعمَل في طلاء كلٍّ من البويات ذات الأساس الزيتي والمستحلبات. ويجب فرش البوية على مساحة جافة، ثم تفرد على الحد غير الجاف من المساحة السابق طلاؤها. وتساعد هذه الطريقة في منع ظهور الشروخ.
وينتج عن طريقة رش البوية طبقة ناعمة من الطلاء، إلاّ أن معدّات الرش ـ عند استعمال البوية المخففة ـ تـتسبّب في تكوُّن قطرات من الطلاء، وذلك بسبب ضغط الهواء المستعمل في تلك المعدات. ويجب أن يستعمل عمال الطلاء، عند رش البوية، كمامات تحتوي على مرشحات من القماش وذلك لتجنّب استنشاق رذاذ البوية، كما يجب تغطية جميع الأماكن التي لايراد طلاؤها لحمايتها من الرذاذ النّاتج عن عملية الرش.
تعلق البوية في بكرات الطلاء ووسائد الطلاء بين الألياف، ويحدّد طول هذه الألياف نوع الزّغب المستعمل. فالبكرات ذات الزّغب القصير تصلح لدهان البويات الخفيفة على الأسطح الملساء. ويفضل استعمال بكرات الزغب الطويل لطلاء البويات اللزجة وعلى الأسطح الخشنة. ويمكن الحصول على طلاء بإدارة أسطوانة البكرة في حركات متداخلة وإلى أعلى وأسفل، بحيث يترابط كل شريط من الطلاء يتم بوساطة الأسطوانة مع الحدّ الذي لم يتمّ جفافه للمساحة السابق طلاؤها، حتى يمكن تحاشي تَكوُّن الشروخ. تُصنع وسائد الطلاء من نسيج إسفنجي، وشعر الماعز، أو الألياف الصّناعية. ويمكن أن تتشبع هذه الوسائد بكمية كبيرة من البوية بدون إحداث قطرات رذاذ.


نبذة تاريخية


صنع إنسان ماقبل التاريخ البوية بخلط صبغات نباتية ومعدنية بالماء أو دهن الحيوان. كما قام بطلاء رسومات ملوّنة على جدران الكهوف وقباب المقابر، وجثث الموتى. ووجدت رسومات ملوّنة على جدران بعض الكهوف في أوروبا الغربية، طُليت قبل أكثر من عشرين ألف عام.
وبحلول عام 2000ق.م، طُليت المقابر المصرية بمواد تشبه تلك المستعملة في اللّوحات الفنية المنتجة هذه الأيام. صُنِعت هذه البويات من صبغات تم توليفها بطريقة بدائية، وراتينجات طبيعية، وزيوت سريعة الجفاف. كما استورد المصريون الصّبغات من أماكن بعيدة مثل الهند. وأصبحت الرسوم الملوَّنة وصناعة البوية معروفة في كلّ من جزيرة كريت واليونان حوالي عام ألف وخمسمائة قبل الميلاد.
تعلّم الرومانيون صناعة البوية عن المصريين. وأصبحت صناعة البوية فناً منقرضاً بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية خلال القرن الخامس الميلادي إلى أن بدأ الإنجليز تصنيع البوية مع نهاية القرون الوسطى. استعمل الإنجليز البويات، في البداية، لطلاء الكنائس ثم لطلاء الأبنية العامة ومنازل الأثرياء.
وطور الفنانون الإيطاليون وعمال الحرف الفنية طرقهم الخاصة لتصنيع البوية خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. ولسوء الحظ احتفظ هؤلاء الفنانون بتوليفاتهم في طي الكتمان، ولذا كانت طريقة تصنيع كلّ نوع من البوية تختفي بموت مكتشفها.
بدأ الإنتاج التجاري الواسع للبويات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن الثامن عشر الميلادي. وكان المنتجون الأوائل يقومون بطحن وعجن صبغاتهم على رحى صخرية، وباستعمال أحجار كروية الشكل. واستعمل أولئك الصُنَّاع خامات مثل البيض، ومسحوق البن، واللبن الخالي من الدهن في تركيباتهم، كما كانوا يستعملون الماء لتخفيف البوية. تقدمت صناعة آلات الطحن والعجن والخلط في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، مما مَكَّن المنتجين من إنتاج كميات كبيرة من البويات.
وقد تزامنت المستحدثات في تقنية صناعية البويات جنبًا إلى جنب مع التقدم في علم الكيمياء خلال القرن العشرين الميلادي. اكتُشفت العديد من الراتينجات الصّناعية وكذلك عدد من الصبغات الجديدة. وتنوعت صناعة البويات باطراد لمقابلة احتياجات الصناعة الحديثة، حيث توافرت العديد من البويات للاستعمال الصناعي للحماية ضد الصدأ والمواد الكيميائية والغازات ودرجات الحرارة البالغة الارتفاع.

البويات او الدهانات وانواعها وكيف تصنع وكيف تستخدم وتاريخها

تعليقات