كيف تحمي حديد التسليح من الصدأ

بسم الله

كيف تحمي حديد التسليح من الصدأ 100 عام

دراسة هندسية - اقتصادية للحفاظ على حديد التسليح أطول فترة ممكنه

ما هو صدأ الحديد

هو تآكل سطح الحديد نتيجة حدوث أكسدة للحديد مما يسبب تآكل أسياخ حديد التسليح.
وتنتج ماده جديدة عديمة الفائدة حجمها أكبر من حجم الحديد نفسه 3 مرات مما يسبب حدوث إجهادات داخلية على الخرسانة وتنتج الشروخ وتكون شروخ ظاهره وكبيرة نسبيا.
ويعرف التأكل بعدة أشكل هي إنحلال المعدن بسبب تفاعله مع الوسط الذي يتعرض له أو فشل المعدن بأي سبب غير السبب الميكانيكي أو يعرف أحياناً بأنه العملية العكسية لإستخلاص المعدن من خاماته والتآكل فشل يصيب سطح المعدن ينتج بسبب عوامل كيميائية أو بسبب عوامل كيميائية تساعدها عوامل ميكانيكية متوفرة في الوسط الذي يعمل فيه المعدن.

صدأ الحديد يسبب تصدع الخرسانة


كيف يحدث التآكل؟

ان المسبب الاساسى للتآكل هو تكون خلايا للتآكل Corrosion Cells تنتج عن وجود فرق جهد كهربائي بين المناطق المختلفة للسطح المعدني حيث تتآكل السطوح الحديدية للهياكل المعدنية والانابيب والمعدات الحديدية عموما عند تماس سطوحها بالتربة او الماء نتيجة لحدوث تفاعلات كيمياوية مصحوبة بسريان الالكترونات (اي سريان للتيار الكهربائي) لذا يمكن القول بأن عملية التآكل هي عملية كهروكيميائية تؤدي إلى فقدان اجزاء من معدن الحديد وبالتالي تآكل السطح المعرض للتربة او الماء او حتى المعرض للجو الرطب حيث تتكون خلية جلفانية.

وصف عملية التآكل
  • يكون سريان الالكترونات من المنطقة الكاثودية Cathodic Area إلى المنطقة الانودية Anodic Area من خلال التربة او الماء الحيط بالهيكل المعدني, ان اتجاه التيار الكهربائي يكون من المنطقة الانودية إلى المنطقة الكاثودية خلال التربة او المحيط المائي (المحلول).
  • الالكترونات التي تتولد نتيجة فقدان ذرات الحديد للاكترنات وتحويلها إلى ايون الحديد الموجب.
  • تتحد ايونات الحديد مع ايونات OH لينتج Ferric Hydroxide Fe(OH)3 وهو الصدأ الاعتيادي Rust.
  • الاللكترونات الواصلة عبر المعدن إلى الكاثود تتحد مع آيونات الهيدروجين الذي يتحرر عند الكاثود.
يلاحظ ان الحديد يتم فقدانه من سطح الانود حيث يتحول باستمرار إلى صدأ بينما ولايحدث ذلك على سطح الكاثود.

الخلية الجلفانية

الخلية الجلفانية
لو قمنا بغمس قطبين من معدنين مختلفين مثل الزنك و النحاس مثلا في محلول موصل للكهرباء وربطنا بينهما بسلك فأنه يتولد عن ذلك تيار كهربائي يسري من الزنك إلى النحاس داخل المحلول ويكمل دورته خلال السلك الواصل بينهما.

تعرف هذه الخلية الكهربائية باسم خلية جلفاني نسبة إلى مكتشفها العالم الإيطالي جلفاني ويسمى القطب الذي يخرج منه التيار إلى المحلول "أنود"، ويسمى القطب الذي يستقبل التيار "كاثود"، ويترتب على سريان التيار في الخلية حدوث تأكل على الأنود بينما يبقى الكاثود سليما ويترسب على سطحه طبقة خفيفة من الهيدروجين لو بقيت على سطحه لأحدثت استقطابا في الخلية تتلاشى معه شدة التيار في الخلية ومن ثم تتوقف عملية التآكل ولكن تحدث عند الكاثود تفاعلات كيمياوية تمنع مثل هذا الاستقطاب فيستمر سريان التيار في الخلية وتستمر عملية تآكل الانود وتتوقف عملية التآكل على الأنود على ثلاثة عوامل:
  • نوع مادة الأنود.
  • شدة التيار.
  • المدة التي يستمر فيها سريان التيار.
مثلا – يتآكل الحديد بمعدل (9) كيلو جرام إذا سرى منه أمبير واحد لمدة عام.

التكلفة الاقتصادية للصدأ

يتحمل اقتصاد العالم اكثر من 5 بليون دولار سنويا لإصلاح وإعادة تقويم حديد التسليح لمنشاءات تضررت بصدأ حديد التسليح وهو ما نشاهد يومياً كمهندسين في الكباري والمنشآت بأنواعها سواء أكانت مبانى عامة أو مبانى مخصصة للإسكان وغيرها من المنشاءات الخرسانية.

طرق مكافحة التآكل
كل طرق مكافحة التآكل ترتكز على منع تسرب التيار الكهربائي من المنشآت إلى ما يحيط بها من تربة أو ماء وفيما يلي الأساليب المتبعة لتحقيق ذلك:
  • استخدام التغليف الجيد وتشمل الدهان وهو عبارة عن عازل كهربائي يفصل بين المعدن و البيئة من حوله ومن الخصائص الأساسية التي يجب أن تتوفر في التغليف الجيد هو أن يكون متواصلا وذو مقاومة عالية وجيد الالتصاق بالمعدن ولا يتأثر بالحرارة وأن تبلغ نفاذيته إلى الدرجة التي لا تسمح بعبور الرطوبة من خلاله وقد يكون على شكل أشرطة لاصقة أو بي في سي ملبس في المصنع وتتميز بفاعلية عالية.
  • استخدام مانع للتفاعل الكيمياوي (Inhibitor) وهي مادة كيمياوية تضاف إلى السوائل فتمنع التآكل على جدار الوعاء الذي يحتويها لأنها تحول دون حدوث التفاعلات الكيمياوية عند الأنود أو الكاثود أو كليهما وتوقف بالتالي مفعول خلايا التآكل كما أنها تترك طبقة خفيفة عازلة على جدار الوعاء. يضاف مانع التفاعل الكيمياوي إلى السوائل بتركيز معين دوريا ويمكن استعمال هذا الأسلوب في آبار الحفر و المراجل ومنظومات المياه.
  • استخدام مواد مقاومة للتآكل يعني ذلك اختيار المادة التي تقاوم التآكل في بيئة معينة على أن تكون ملائمة للظروف التشغيلية ومن المواد التي تستعمل لهذا الغرض هي الكروم والنيكل و والرصاص والقصدير والبلاستك و المطاط والسيراميك والخرسانة العادية بدون تسليح والألياف الزجاجية.
  • معالجة المحيط (Environment Treatment) يقصد بهذا إحداث تغيرات في تركيب المحيط الملاصق للمعادن تمنع أو تقلل من التآكل عليها وهى تشبه كثيرا مانع التفاعل ،فوجود بيكاربونات الكالسيوم في الماء يرسب على جدار الوعاء الذي يحتويه طبقة من كربونات الكالسيوم تفصل بين الوعاء والماء فتحميه من التآكل ولكن بيكاربونات الكالسيوم لا تصنف في عداد مانعات التآكل ومن الوسائل التي تستخدم في معالجة المحيط هو التخلص من الأكسجين والرطوبة والأملاح المذابة والتحكم في درجة تركيز أيونات الهيدروجين.
  • اعتماد التصميم الجيد وهو ما يتحاشى أو يقلل من احتمال حدوث خلايا تآكل ويسهل تطبيق وسائل مكافحة التآكل على المنشآت أو الكشف عليها ومن الأمور التي يجب الحرص عليها تجنب الاتصال المباشر بين معدنين مختلفين وعدم وجود مصائد لتجمع الماء أو الغازات أو الهواء والتقليل ما أمكن من وجود الأجزاء المضغوطة.
  • استخدام الحماية الكاثودية حيث أن التآكل في المعادن يقع في المنطقة الأنودية نتيجة تفريغ التيار الكهربائي منها إلى البيئة من حولها مع بقاء المنطقة الكاثودية سليمة وخالية من التآكل ومن الواضح أذن أن عملية التآكل تتوقف إذا أصبحت جميع أجزاء المعدن كاثودية ويمكن تحقيق ذلك باستخدام تيار كهربائي من مصدر خارجي يسري باتجاه مضاد لتيار خلايا التآكل وبكثافة كافية لتجعل من سطح المعدن بأكمله كاثودآ يستقبل التيار الكهربائي من البيئة التي حوله بدلا من أن يفرغه إليها ومن هنا جاء اصطلاح الحماية الكاثودية.


الحماية الكاثودية "CATHODIC PROTECTION"

الحماية الكاثودية تستخدم أيضا لحماية المواسير المعدنية

هذه الطريقة اسمها " CATHODIC PROTECTION "
وهي عبارة عن تشبيع الحديد بالطاقة الكهربائية حيث أن الحديد يتفاعل مع الهواء الذى يحتوي على الأكسجين فيحدث التفاعل وبالتالي يحدث الصدأ نتيجة هذا التفاعل .
وعند ايصال أسياخ حديد التسليح بالتيار الكهربائي - وهو بالطبع تيارا خفيفا وغالباً يتم ايصاله عن طريق خلايا شمسية - يتم تشبيع شحنات الحديد بالكهرباء .
كيف يمنع التآكل
يمكن منع حدوث التآكل ان جعلنا سطح العدن بكامله كاثودآ بالنسبة لمحيطه ومن هنا جاءت تسمية الحماية الكاثودية لحديد التسليح.
والحماية الكاثودية أيضا إجراء يتم اتباعه لحماية الهياكل المعدنية الحديدية والأنابيب من التآكل جراء تعرض سطوحها إلى تماس مع التربة او مع الماء.
وفي هذا المجال هناك العديد من اعتبارات السلامة الصحية مثل تلوث ماء الشرب بسبب تآكل الأنابيب أو خزانات المياه وكذلك يلعب التآكل دوراً مهماً ورئيسياً في اختيار نوع المواد المعدنية التي تصنع منها الأجزاء المعدنية التي تستخدم داخل جسم الإنسان مثل مفاصل الورك ( Hip Joints) والصفائح الطبية وصمامات القلب وغير ذلك .
أما عن تكلفتها فهي لا تقارن مع ما يمكن تفاديه على المدى الطويل من مشاكل قد تؤدي الى عمل اصلاحات وصيانة في المستقبل وهذا ما يسمى بزيادة العمر الافتراضى للمشروع في علوم إدارة المشاريع الحديثة .
أما عن تاريخ هذه الطريقة فتعود الى عام 1824 حيث إبتكرها عالم يدعى همفرى دافي
  " Sir Humphrey Davy " فى مدينة لندن .
مثال توضيحى لاستخدام الحماية الكاثودية للحديد

وتستخدم هذه الطريقة حاليا فى المنشآت الخطيرة والتى يصبح من الصعب عمل صيانة عليها بعد إنشائها.


منظومات الحماية الكاثودية

يمكن تصنيف منظومات الحماية الكاثودية من حيث اسلوب عملها إلى نوعين رئيسين:

أ‌- منظومات الحماية باستخدام أقطاب التضحية Sacrificial Anodes
يعتمد هذا الأسلوب على الفاعلية الجلفانية Galvanic Action بين المعدن المراد حمايته وأقطاب التضحية المستخدمة حيث تستخدم أقطاب تضحية من معادن تأتي في مقدمة السلسلة الكهروكيميائية مقارنة بالمعدن المراد حمايته أي أنها ذات جهد طبيعي أكثر سلبا More Negative مقارنة بجهد المعدن المراد حمايته فعلى سبيل المثال يمكن حماية الحديد باستخدام أي من المغنيسيوم Mg أو الألمنيوم Al أو الزنك Zn.

وهنا لابد أن نذكر أن الحديد Fe واستناد إلى نفس المبدأ سوف يتعرض إلى التآكل في حالة ربطه إلى النحاس بدون استخدام منظومة حماية كاثودية كما هو الحال عند استخدام شبكات الاتصال الأرضي للتيار الكهربى من النحاس.
يستخدم هذا النوع من المنظومات في حالة الحاجة لحماية جيدة لأنابيب ذات مساحة سطحية محدودة أو لغرض الحماية من تأثيرات التداخل عند وجود هياكل معدنية قريبة من السطوح المراد حمايتها أو في حالة توفر مصدر للطاقة الكهربائية أو في حالة الحماية الوقتية خلال مرحلة التشييد وكذلك في بعض حالات حماية الأسطح الداخلية للخزانات و الأوعية إلا أن من سلبيات هذا الأسلوب من الحماية هو محدودية عمرها التشغيلي مما يتطلب استبدال الأقطاب في فترات متقاربة أضافه إلى صعوبة السيطرة على مستوى الحماية لذلك لا ننصح به فى حالة حماية حديد التسليح.
أنودات التضحية :
مادة الأنود فرق الجهد القياسي عند درجة 25 ْم
المغنيسيوم (Mg) -2.37
الألمنيوم (Al) -1.66
الزنك (Zn) -0.763
الحديد (Fe) -0.44
النحاس (Cu) +0.34

ب‌- منظومات الحماية باستخدام التيار القسري Impressed Current
تأتي التسمية من كون تيار الحماية مسلط من مصدر خارجي وتتكون المنظومة عادة من الأجزاء التالية: -
- مصدر تيار مستمر Dc Source
- أقطاب تضحية (أنودات)
- كابلات وأسلاك للربط مع ملحقاتها
يستخدم عادة مصدر تيار مستمر من نوع محولة/معدلة Transformer/Rectifier عند توفر مصدر قريب للتغذية بالطاقة الكهربائية وهو المفضل لهذا الأسلوب من الحماية لأسباب تشغيلية واقتصادية وفي حالة عدم توفر ذلك يمكن استخدام مولدات كهرباء حرارية Thermo generators عند توفر غاز كوقود لتشغيلها أو استخدام منظومات تعمل بالطاقة الشمسية Solar Powered Systems كما يمكن استخدام مولدات تعمل بطاقة الرياح أو استخدام مولدات كهربائية (ديزل).
أما أقطاب التضحية فهي عادة تكون من حديد – سليكون FeSi أو الجرافيت. يتطلب استخدام الحماية الكاثودية من النوع القسري في حالة الحاجة لحماية حديد التسليح وخطوط الأنابيب وقواعد الخزانات ذات الأسطح الكبيرة والتي تتطلب تيار حماية عالي ولفترات طويلة تمتد على مدى عمر المنشآت التي تعود إليها (20 سنة فأكثر). تتوفر في هذه المنظومات إمكانية السيطرة على الحماية ومراقبتها المستمرة.

اعتبارات تصميميه لمنظومة حماية

عند تصميم منظومة حماية كاثودية يتطلب الأخذ بنظر الاعتبار النقاط الرئيسية التالية:
• نوع المنشأ والمعدن المطلوب حمايته.
• المساحة السطحية للمنشأ المطلوب حمايته من التآكل.
• نوع التغليف المستخدم في تغطية السطح المطلوب حمايته "هنا نحن نتحدث عن الخرسانة".
• المقاومة النوعية للتربة أو المحيط الذي يشكل وسط التآكل.
العوامل أعلاه مجتمعة سوف تؤدي للتوصل إلى نتائج أولية لتقديرات كثافة تيار الحماية المطلوب (أمبير/ متر2) وبالتالي إلى تقديرات التيار الكلية.

الحوض الأرضي لمنظومة الحماية من نوع ذات التيار القسري

تحوي الأحواض الأرضية على الأنودات ومن الانودات الشائعة الاستخدام هي أنودات حديد/سليكون FeSi والذي يبلغ معدل استهلاكه من 0.1 لغاية 0.5 كجم/أمبير/سنة وهناك كذلك انودات من نوع الجرافيت والتي يبلغ استهلاكها من 0.1 لغاية 2 كجم/أمبير/سنة.
بعد تحديد كثافة التيار المطلوب لتوفير الحماية وبمعرفة المساحة السطحية للمعدن المراد حمايته وعمر المنظومة المفترض بالسنوات يمكن حساب الوزن الكلي للانودات التي يتطلب استخدامها وبالتالي احتساب أعدادها حسب وزن الأنود الواحد.
تدفن الانودات عادة في مسحوق من الفحم الحجري لتقليل مقاومة التماس بين الانودات والتربة وبالتالي تقليل جهد الدائرة الكهربائية لدفع تيار الحماية وتقليل استهلاك الانودات وطريقة دفن الانودات تعتمد على طبيعة المنطقة والمقاومة النوعية للتربة فأن كانت المقاومة النوعية ضعيفة ومستوى المياه عالي يمكن استخدام أحواض أرضية سطحية Shallow Ground Beds وتدفن الأنودات أفقيا على أعماق قليلة 2-3 متر بينما يتطلب دفن الأنودات عموديا على أعماق أكبر Vertical Ground Beds بهدف الوصول إلى طبقات التربة ضعيفة المقاومة.
أما في المناطق ذات المقاومة النوعية المرتفعة جدا والتي تكون أكثر من 50 اوم.متر ولغرض الوصول إلى الطبقات السفلى ذات المقاومة النوعية الضعيفة يتطلب الامر حفر أحواض أرضية عميقة Deep Wells حيث يمكن أن يكون العمق 30 متر فاكثر وتوصل الانودات بسلك كهربائي إلي مصدر الطاقة الكهربائية (مصدر التيار) بينما توصل كافة الانودات فيما بينها على التوازي.

تعليقات

إرسال تعليق