الفيتراى


الفيتراى شفافية ساحرة
الفيتراى

قوس قزح من زجاج
الفيتراى فن تاريخي قائم بذاته تشهد على روعته اللوحات التي تزين العديد من المساجد والكنائس القديمة والقصور التراثية .. الا أنه فن تطور وتجدد تقنيا ليتلاءم مع مختلف طرازات الديكور المعاصر وليصبح جزءا من ديكور المنازل والأماكن العامة يزيدها رونقا وجمالا .



واجهة من الزجاج المنقوش بدقة والمشغول بالألوان


الفيتراى عنصر تزييني يتشكل من مزيج من الألوان والأشكال والضوء الذى يتبدل تبعا لأوقات النهار . قد يكون رسما تجريديا ، صورة ، رمزا لعقيدة أو رموزا تروى قصة حقيقية أو أسطورة من وحى الخيال .
إعادة اكتشاف هذا الفن القديم والعريق واللجوء إليه فى أعمال الديكور الحديث يعود إلى طواعيته ورونقه المميز إضافة إلى أن تطور وسائل تصنيعه يوفر الكثير من الجهد ويزيد من امكان التلاعب بألوان الزجاج وأشكاله .
المادة الأساسية لهذا الفن هى بالطبع الزجاج يضاف اليه بفضل تقنيات متعددة عناصر مختلفة كالرصاص ، الحديد ،، الخشب والألوان .
تمر صناعة الفيتراى بمراحل مختلفة حسب التقنية المعتمدة وهى ترتكز فى الدرجة الأولى على العمل اليدوي الحرفي الدقيق ولا يشكل حجم التصميم او موقع تثبيته عائقا أمام أصحاب الاختصاص المهرة وذوى الخبرة .
اختيار الألوان جزء رئيسي فى هذا الفن وقد جرت العادة على اعتماد الألوان الناعمة في البلدان الدافئة حيث تزيدها الشمس الساطعة حيوية وإشراقا بينما تبقى الألوان القوية الحارة الأكثر شيوعا في البلدان الباردة لكونها تمنح الأجواء دفئا وحرارة .

فيتراى من الزجاج المشطوب والمنقوش بدون ألوان
تقنيات مختلفة
  • الفيتراى التقليدي دقيق الصنع ومعقد يخضع لسلسلة من المراحل تتطلب الكثير من المهارة والخبرة وهو يعتمد غالبا على الزجاج الملون حيث يتم تقطيعه حسب الرسم المطلوب ثم يلف بمادة الرصاص وتلحم أجزاؤه في مواقع الأوصال المحددة .
  • فيتراى Tiffany نسبة إلى مخترعه الأمريكي الذي اشتهر عالميا فى القرن التاسع عشر من خلال الروائع التي نفذها فى هذا المجال . هذا النوع من الفيتراى يعتمد قطع الزجاج الملون وتلحيمها بشكل كامل ليس على النقاط الأوصال المحددة فقط ما يسمح بالتحكم حتى بالقطع الصغيرة جدا وبالتالي الدخول فى تفاصيل دقيقة في الرسوم لم تكن معهودة فى السابق .
  • الرسم على الزجاج وهى تقنية قديمة أيضا تطورت على مر العصور مع اكتشاف التركيبات الكيماوية لمواد التلوين . هذا الفن بخلاف الرسم الزيتى أو المائى أو غيره يرتكز فى الدرجة الأولى على الخيالات المتشكلة من خلال الضوء وانعكاسه على شفافية الزجاج وألوانه . أحدث تقنية فى هذا المجال معروفة باسم Grisaille ، وهى أشبه بعملية الخزف الفني وتعتمد الزجاج الملون بصباغ شبه شفاف يطبخ في أفران بدرجات حرارة تتراوح بين 500 و580 درجة . والألوان المستعملة مكونة من أكسيد المعادن ، ممزوجة بالمواد الزجاجية خلال تصنيعها ما يجعلها ثابتة قوية بفعل مقاومتها للأشعة ما فوق البنفسجية .


فيتراى ملون يزين محيط الباب فيتراى للسقف مشغول بتقنية Tayara-Sgo-Tiffany



باب مشغول برسم يعتمد الزجاج المنقوش البعيد عن الألوان


فيتراى مشغول على زجاج مشطوب
الزجاج المعشق والمشطوب
  • الزجاج المعشق بتقنية Overlay وهى تقنية ترتكز على تطويع الرصاص على شريط متماسك وطرى مدهون من الجهة الخلفية بمادة خاصة تتحول عند تعرضها للأشعة ما فوق البنفسجية لتثبيت اللون وحمايته من العوامل الطبيعية على أنواعها .
  • الفيتراى المشغول بالزجاج المشطوب والمعروف باسم Beveled وهو يعطى لوحات رائعة بفضل شطب الزجاج الذي يمنحه بعدا ثلاثيا وغنى فى انعكاس النور عليه . هناك طريقتان لتنفيذ هذا النوع من الفيتراى
- إما تثبيت كل قطعة من الزجاج المشطوب ضمن إطار من الرصاص المصمم على شكلها .
- او عبر لصق كل قطع الزجاج على قاعدة زجاجية واحدة .
وفى كلا الحالتين يمكن الحصول على تصميمات جميلة جدا بفضل الزجاج المشطوب حتى في غياب الألوان واستبدالها بالتلاعب المدروس بدرجات شفافية الزجاج ونقشاته .
بلاط وطبخ فني
  • فيتراى البلاط الزجاجي تقنية حديثة تعتمد بلاطا زجاجيا بسمك يتراوح بين 2.5 و 3سم يتم توصيل قطعة بنوع خاص من الراتين أو الأسمنت . نقوم عبر ضربات خفيفة بالمطرقة بنحت مساحة قطع الزجاج على شكل سطحيات متعددة غير منظمة تضفى جمالا على الشكل وبريقا على الزجاج وتوزع القطع الزجاجية حسب الرسم ثم تصب فوقها المادة المثبتة أى الراتين أو الأسمنت . من الضروري ترك مسافة فاصلة بين قطع الزجاج بما يسمح لمادة التثبيت الانسياب بينها . هذا النوع من الفيتراى يعتبر الأجمل في المساحات الواسعة أو الخارجية .
  • الطبخ الفني للزجاج أو ما يعرف بتقنية Fusing وهى ترتكز على طبخ الزجاج وسط حرارة مرتفعة تتراوح بين 500 و820 درجة وهناك طريقتان متبعتان فى هذا المجال
- إما وضع صباغ الألوان على الزجاج قبل إدخاله الى الفرن
- وإما استعمال طبقتين من الزجاج بألوان مختلفة وفى هذه الحالة يكتسب الزجاج منظرا مميزا من خلال النتوءات المتشكلة والبعد الثلاثي في التصميم . هذه التقنية تمنح الزجاج معاصرة جميلة وتسمح بنقشات متعددة
واليوم أصبح ممكنا استبدال الزجاج كقاعدة للفيتراى بمادة صناعية مثل الراتين أو البلكسى غلاس في بعض المواقع الحساسة . فهذه المواد تتمتع إضافة إلى شفافيتها بخفة وزنها وطواعيتها ما يسمح باستعمالها قالبا فى المساحات الكبيرة أو فى حال كانت الأشكال صعبة محدبة أو مقعرة .


طبخ الزجاج بتقنية Fusing وفيتراى البلاط الزجاجى ومزيج من تقنيتى Grissaile وFusing فى طبخ الزجاج
الفيتراى محطات تاريخية
  • تعود بداية هذا الفن إلى القرون الوسطي في أوروبا حيث كان الفقراء آنذاك يلجأ ون إلى جمع بقايا الزجاج من قصور الأغنياء ولصقها الواحدة الى جانب الأخرى واستعمالها فى نوافذ أكواخهم . الفكرة سرعان ما استهوت الأغنياء وتطورت على يد حرفيين ماهرين ليزين الزجاج الملون واجهات القصور ونوافذ الكاتدرائيات والكنائس .
  • النماذج الأولى من الفيتراى تعود الى العصور المسيحية المبكرة ونوافذ كاتدرائية ( آيا صوفيا) التي جاء ذكرها في قصائد شاعر البلاط البيزنطي باولو سيلا نتياروس.
  • العصر الذهبي للزجاج المعشق يعود حسب مصادر تاريخية إلى القرن الثاني عشر على يد الراهب ثيوفيلوس وبفضله شاع استعمالها فى الهندسة القوطية حتى خارج الأقطار الأوروبية وأصبح ضمن أعمال الزخرفة الرائعة فى المساجد أيضا .
  • شهدت صناعة الفيتراى محطات بارزة على مر العصور أبرزها عصر النهضة والباروك فى أوروبا كما ازدهرت أيضا فى القرن التاسع عشر وصولا إلى بدايات القرن العشرين.
  • تطور صناعة الزجاج فى العصر الفينيقي واكتشاف الألوان مثل الأرجواني وغيره استهوى فراعنة مصر الذين استعملوه فى قصورهم ومعابدهم وتعتبر هذه المرحلة الخطوة الأولى على طريق صناعة الفيتراى .





فيتراى تقليدى